٣٦٨٩٤ - عن أبي رَوْقٍ عطية بن الحارث الهمداني -من طريق بِشْر بن عمارة- في قوله:«يا بُشْرايَ»، قال: يا بِشارة (٢).
(٨/ ٢١١)
٣٦٨٩٥ - قال مقاتل بن سليمان:{وجاءت سيارة} وهِي العِير، وقالوا: رفقة من العرب، فنزلوا على البِئْرِ يريدون مِصْر، {فأرسلوا واردهم}، فبعثوا رجلين؛ مالك بن دعر، وعود بن عامر إلى الماء {فأدلى} أحدُهم {دلوه}، واسمه: مالك بن دعر بن مدين بن إبراهيم خليل الرحمن، فتَعَلَّق يوسفُ بالدَّلْوِ، فصاح مالك، {قال} فقال: يا عود، للذي يسقي، وهو عود بن عامر بن الدرة بن حزام، {يا بشرى} يقول: يا مالك، أبْشِر، {هذا غلام}. والجُبُّ بوادٍ في أرض الأردن، يُسَمّى: ادنان. فبكى يوسف - عليه السلام -، وبكى الجُبِّ لبكائه، وبكى مَدّ صوته مِن الشجر، والمَدَر، والحجارة، وكان إخوتُه لَمّا دَلُّوه في البئر تَعَلَّق يوسف في شَفَة البئر (٣)، فعمدوا إليه، فخلصوا (٤) قميصه، وأوثقوا يدَه، فقال: يا إخوتاه، رَدُّوا عَلَيَّ القميصَ؛ أتَوارى به في البِئر. فقالوا له: ادعُ الأحد عشر كوكبًا والشمس والقمر يُؤْنِسُونَك. فلمّا انتصف في الجُبِّ ألقوه حتى وقع في البئر، فأَدْلَوْه في قَعْرِها، فأراد أن يموت، فدفع الله عنه. ودعا يوسف ربَّه حين أخرجه مالِكٌ أن يهب لِمالِكً ولدًا، فوُلِد له أربعة وعشرون ولدًا (٥). (ز)
٣٦٨٩٦ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: فلمّا انتَهَوْا به إلى المكان الذي أرادوا به ما أرادوا؛ جَرَّدوه مِن قميصه، وهو يناشدهم اللهَ ورَحِمَه وقِلَّة ذَنبِه فيما بينه وبينهم، فلم تُعَطِّفْهُم عليه عاطِفة، وقذفوه في الجُبِّ بغِلْظَة وفَظاظَة، وقِلَّة رَأْفَة، ثم قعدوا -فيما بلغني- ينظرون بَقِيَّة يومهم ذلك ما هو صانِعٌ في الجُبِّ، أو مَصنُوعٌ به، إذ أقْبَلَتْ سَيّارَةٌ مِن العرب، فأرسلوا واردهم، فأدلى دلوه (٦)[٣٣٢٨]. (ز)
[٣٣٢٨] أورد ابنُ عطية (٥/ ٥٧) اختلافًا في عُمُر يوسف حين أخرجه السيارة من البئر؛ الأول: كان عمره حينئذ سبع سنين. ورجّحه مستندًا إلى اللغة بقوله: «ويرجح هذا لفظة غلام؛ فإنه ما بين الحولين إلى البلوغ، فإن قيلت فيما فوق ذلك فعلى استصحاب حال وتجوز». والثاني: كان عمره سبع عشرة سنة. وانتقده بقوله: «وهذا بعيد».