وقد رجّح ابنُ جرير (١٣/ ١١١) مستندًا إلى السنة القول الأول، فقال: «والصواب من القول في ذلك قولُ مَن قال: كان صبيًّا في المهد؛ للخبر الذي ذكرناه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّه ذكر مَن تكلم في المهد، فذكر أنّ أحدهم صاحب يوسف». ثم انتقد مستندًا إلى اللغة القول الثالث، فقال: «فأمّا ما قاله مجاهد مِن أنّه القميص المقدود، فمِمّا لا معنى له؛ لأنّ الله -تعالى ذِكْرُه- أخبر عن الشاهد الذي شهد بذلك أنّه من أهل المرأة، فقال: {وشهد شاهد من أهلها}، ولا يقال للقميص: هو من أهل الرجل ولا المرأة». وانتقد ابنُ عطية (٥/ ٧٢ - ٧٣) مستندًا إلى السنة، والدلالة العقلية القول الأول، فقال: «ومِمّا يضعف هذا أنّ في صحيح البخاري ومسلم: «لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى ابن مريم، وصاحب جريج، وابن السوداء الذي تمنت له أن يكون كالفاجر الجبار». فقال: لم يتكلم، وأسقط صاحب يوسف منها. ومنها: أنّ الصبي لو تكلم لكان الدليل نفس كلامه دون أن يحتاج إلى الاستدلال بالقميص». وانتقد مستندًا إلى اللغة القول الثالث بقوله: «وهذا ضعيف؛ لأنّه لا يُوصَف بأنه من الأهل».