للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٧١٤٩ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال: ابنُ عمِّها كان الشاهدَ مِن أهلها (١). (٨/ ١٩٠)

٣٧١٥٠ - عن زيد بن أسلم- من طريق محمد بن أبان- في قوله: {وشهد شاهد من أهلها}، قال: ابن عمٍّ لها كان حكيمًا (٢). (٨/ ٢٣٣)

٣٧١٥١ - قال مقاتل بن سليمان: {وشهد شاهد من أهلها} وهو يمليخا ابنُ عَمِّ المرأة، فتَكَلَّم بعقلٍ ولُبٍّ، قال: {إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين} أي: إن كان يوسف هو الذي راودها فقَدَّت -يعني: فمَزَّقت- قميصه مِن قُبُلٍ -يعني: مِن قُدّامِه- فصَدَقَتْ على يوسف، ويوسف من الكاذبين في قوله (٣). (ز)

٣٧١٥٢ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- {وشهد شاهد من أهلها}، قال: يُقال: إنّما كان الشاهِدُ مُشيرًا، رجلًا مِن أهل إطفير، وكان يستعين برأيه، إلا أنه قال: أشهد إن كان قميصه قُدَّ مِن قُبُلٍ لقد صدقت وهو من الكاذبين (٤) [٣٣٤٧]. (ز)


[٣٣٤٧] اختُلِف في قوله: {وشهد شاهد} على أقوال: الأول: كان صبيًّا في المهد. الثاني: كان رجلًا حكيمًا ذا لحية. الثالث: أنّ الشاهد هو قميص يوسف. الرابع: كان خَلْقًا مِن خلق الله، ولم يكن إنسيًّا ولا جنيًّا. الخامس: أنّ المعنى: وحكم حاكم.
وقد رجّح ابنُ جرير (١٣/ ١١١) مستندًا إلى السنة القول الأول، فقال: «والصواب من القول في ذلك قولُ مَن قال: كان صبيًّا في المهد؛ للخبر الذي ذكرناه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنّه ذكر مَن تكلم في المهد، فذكر أنّ أحدهم صاحب يوسف». ثم انتقد مستندًا إلى اللغة القول الثالث، فقال: «فأمّا ما قاله مجاهد مِن أنّه القميص المقدود، فمِمّا لا معنى له؛ لأنّ الله -تعالى ذِكْرُه- أخبر عن الشاهد الذي شهد بذلك أنّه من أهل المرأة، فقال: {وشهد شاهد من أهلها}، ولا يقال للقميص: هو من أهل الرجل ولا المرأة».
وانتقد ابنُ عطية (٥/ ٧٢ - ٧٣) مستندًا إلى السنة، والدلالة العقلية القول الأول، فقال: «ومِمّا يضعف هذا أنّ في صحيح البخاري ومسلم: «لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى ابن مريم، وصاحب جريج، وابن السوداء الذي تمنت له أن يكون كالفاجر الجبار». فقال: لم يتكلم، وأسقط صاحب يوسف منها. ومنها: أنّ الصبي لو تكلم لكان الدليل نفس كلامه دون أن يحتاج إلى الاستدلال بالقميص».
وانتقد مستندًا إلى اللغة القول الثالث بقوله: «وهذا ضعيف؛ لأنّه لا يُوصَف بأنه من الأهل».

<<  <  ج: ص:  >  >>