للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٧٤٣٥ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ورْقاء، عن ابن أبي نجيح-: لم يذكره حتى رأى الملكُ الرؤيا، وذلك أنّ يوسف أنساه الشيطانُ ذكرَ ربه، وأمره بذكر الملِك وابتغاء الفرج مِن عنده، {فلبث في السجن بضع سنين} عقوبةً لقوله: {اذكرنى عند ربك} (١). (٨/ ٢٦٠)

٣٧٤٣٦ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن إسحاق، عن ابن أبي نجيح- قال: قال يوسف - عليه السلام - للساقي: {اذكرني عند ربك}. أي: الملِك الأعظم، ومظلمتي وحبسي في غير شيء، قال: أفعل. فلمّا خرج الساقي رُدَّ ما كان عليه، ورضِي عنه صاحبُه، وأنساه الشيطانُ ذِكْرَ الملِك الذي أمره يوسفُ - عليه السلام - أن يذكره له، فلبث يوسف - عليه السلام - بعد ذلك في السجن بضع سنين ... (٢). (٨/ ٢٦٣)

٣٧٤٣٧ - قال مقاتل بن سليمان: يقول الله: {فأنساه الشيطان ذكر ربه} يعني: يوسفَ دعاءَ ربه، فلم يَدْعُ يوسف ربَّه الذي في السماء ليخرجه من السجن، واستغاث بعبدٍ مثله، يعني: الملِك، فأقرَّه اللهُ في السجن عقوبةً حين رَجا أن يُخْرِجَه غيرُ الله - عز وجل -، فذلك قوله: {فلبث في السجن بضع سنين} (٣). (ز)

٣٧٤٣٨ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: لَمّا خرج -يعني: الذي ظنَّ أنّه ناجٍ منهما- رُدَّ على ما كان عليه، ورضي عنه صاحبُه. فأنساه الشيطانُ ذكرَ ذلك للملِك الذي أمره يوسف أن يذكره، فلبث يوسفُ بعد ذلك في السجن بضع سنين (٤) [٣٣٦٩]. (ز)


[٣٣٦٩] اختُلِف في عود الضمير في قوله: {فأنساه} على قولين: الأول: أنّه عائد على يوسف - عليه السلام -. أي: نسي في ذلك الوقتِ أن يشتكي إلى الله، واعتصم بمخلوق. الثاني: أنّه عائد على الساقي، أي: نسي ذكر يوسف عند الملك.
ورجَّح ابنُ كثير (٨/ ٤٥) القول الثاني الذي قاله مجاهد، وابن إسحاق، فقال: «هذا هو الصواب أنّ الضمير في قوله: {فأنساه الشيطان ذكر ربه} عائد على الناجي». ولم يذكر مستندًا.
وذكر ابنُ عطية (٥/ ٩٦) أنّ قوله: {وادكر} يُقَوّي هذا القول، ثم علَّق بقوله: «والأمر محتمل».

<<  <  ج: ص:  >  >>