للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنِّي (١). (٨/ ٣٣٠)

٣٨٢٩٩ - قال مقاتل بن سليمان: وقال لهم: {ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين} مِن الخوف، فدخل منهم اثنان وسبعون إنسانًا مِن ذكر وأنثى (٢). (ز)

٣٨٣٠٠ - عن عبد الملك ابن جُرَيج -من طريق حجاج- في قوله: {سوف أستغفر لكم ربى} إلى قوله: {إن شاء الله ءامنين}، قال هو: سوف أستغفر لكم ربى إن شاء الله. وبين هذا وبين ذاك ما بينه. قال: وهذا مِن تقديم القرآن وتأخيره (٣) [٣٤٦٠]. (٨/ ٣٣٧)


[٣٤٦٠] اختُلِف في وقت قول يوسف: {ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين} على قولين: الأول: أنّ يوسف قال لهم هذا قبل دخولهم مصر، وذلك حين استقبلهم على مشارفها. وهو قول السدي. الثاني: أنّ في الكلام تقديمًا وتأخيرًا، فالمعنى: سوف أستغفر لكم ربي إن شاء الله، إنه هو الغفور الرحيم. هذا قول ابن جريج.
وقد رجّح ابنُ جرير (١٣/ ٣٥١) القول الأول، وانتقد الثاني مستندًا إلى ظاهر ترتيب الكلام في الآية، فقال: «والصواب من القول في ذلك عندنا ما قاله السدي، وهو أنّ يوسف قال ذلك لأبويه ومَن معهما مِن أولادهما وأهاليهم قبل دخولهم مصر حين تلقاهم؛ لأنّ ذلك في ظاهر التنزيل كذلك، فلا دلالة تدل على صحة ما قال ابن جريج، ولا وجه لتقديم شيء من كتاب الله عن موضعه أو تأخيره عن مكانه إلا بحجة واضحة».
وانتقد ابنُ عطية (٥/ ١٥٢) قول ابن جريج بقوله: «وفي هذا التأويل ضعف». ولم يذكر مستندًا.
ووافقهما ابنُ كثير (٨/ ٧٣)، وانتقد القول الأول أيضًا مستندًا إلى الدلالة العقلية، والنظائر، فقال: «وفي هذا نظر أيضًا؛ لأن الإيواء إنما يكون في المنزل، كقوله: {آوى إليه أخاه} وفي الحديث: «من آوى محدثا»». ثم قال: «وما المانع أن يكون قال لهم بعدما دخلوا عليه وآواهم إليه: {ادخلوا مصر} وضمَّنه: اسكنوا مصر {إن شاء الله آمنين} أي: مما كنتم فيه من الجهد والقحط».
وقال ابنُ القيم (٢/ ٧٦): «لعلَّه إنما قالها عند تلقيه لهم، ويكون دخولهم عليه في منزل اللقاء، فقال لهم حينئذ: {ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين} فهذا محتمل. وإن كان إنما قال لهم ذلك بعد دخولهم عليه في دار مملكته فالمعنى: ادخلوها دخول استيطان واستقرار آمنين إن شاء الله».

<<  <  ج: ص:  >  >>