للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٩١٣٥ - عن عبد الملك ابن جُرَيْج، مثله (١). (٨/ ٤٥٣)

٣٩١٣٦ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {وهُم يكفُرُون بالرحمنِ}، قال: ذُكِر لنا: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زمن الحديبية حين صالح قريشًا كتب في الكتاب: «بسم الله الرحمن الرحيم». فقالت قريشٌ: أمّا الرحمن فلا نعرفه. وكان أهل الجاهلية يكتبون: باسمك، اللهمَّ. فقال أصحابه: دعْنا نُقاتِلهم. فقال: «لا، ولكن اكتُبوا كما يريدون» (٢).

(٨/ ٤٥٢)

٣٩١٣٧ - قال مقاتل: الآية مَدَنِيَّة، نزلت في صُلْح الحديبية (٣). (ز)

٣٩١٣٨ - قال مقاتل بن سليمان، في قوله: {وهم يكفرون بالرحمن}: نزلت يوم الحديبية حين صالَحَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أهلَ مكَّة، فكتبوا بينهم كتابًا، ووَلّى الكتابَ عليَّ بن أبي طالب، فكتب: «بسم الله الرحمن الرحيم». فقال سهيلُ بن عمرو القرشي: ما نعرف الرحمن إلا مسيلمة، ولكن اكتب: باسمك، اللَّهُمَّ. فأمره النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أن يكتب: «باسمك، اللَّهُمَّ». ثم قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: اكتب: هذا ما صالح عليه محمدٌ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهلَ مكة. فقالوا: ما نعرف أنّك رسول الله، لقد ظلمناك إذًا إن كنتَ رسول الله ثم نمنعك عن دخول المسجد الحرام. ولكن اكتب: هذا ما صالح عليه محمدُ بن عبد الله. فغضب أصحابُ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: دعنا نقاتلهم. فقال: «لا». ثم قال لعلي: «اكتب الذي يريدون، أما إنّ لك يومًا مثله». وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أنا محمد بن عبد الله، وأشهد أنِّي رسول الله». فكتب: هذا صالَحَ عليه محمدُ بن عبد الله أهلَ مكة على أن ينصرف محمدٌ مِن عامِه هذا، فإذا كان القابِلُ دخل مكةَ، فقضى عمرته، وخلّى أهلُ مكة بينه وبين مكة ثلاث ليال. فأنزل الله تعالى في قول سهيل وصاحبيه؛ مِكْرَزُ بن حفص بن الأحنف، وحُوَيْطِب بن عبد العُزّى، كلهم من قريش حين قالوا: ما نعرف الرحمن إلا مسيلمة. فقال تعالى: {وهم يكفرون بالرحمن} (٤) [٣٥٢٢]. (ز)


[٣٥٢٢] علَّق ابنُ عطية (٥/ ٢٠٤) على ما أفادته هذه الآثار من قول قريش: لا نعرف الرحمن ولا نُقِرُّ اسمَه. فقال: «والذي أقول في هذا: إن {الرحمن} هنا يراد به الله تعالى وذاته، ونُسِبَ إليهم الكفر به على الإطلاق، وقصة الحديبية وقصة أمية بن خلف مع عبد الرحمن بن عوف إنما هي عن إباية الاسم فقط، وهروب عن هذه العبارة التي لم يعرفوها إلا من قِبَلِ محمد - صلى الله عليه وسلم -».

<<  <  ج: ص:  >  >>