للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٩١٥٥ - قال مقاتل بن سليمان: قوله: {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال}، وذلك أنّ أبا جهل بن هشام المخزومي قال لمحمد - صلى الله عليه وسلم -: سَيِّر لنا بقُرآنك هذا الجبل عن مكَّة، فإنّها أرض ضيِّقة، فنتَّسع فيها، ونتَّخذ فيها المزارعَ والمصانعَ كما سُخِّرَت لداود - عليه السلام -؛ إن كنت نبيًّا كما تزعم. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا أُطِيق ذلك». قال أبو جهل: فلا عليك، فسَخِّر لنا هذه الريحَ فنركبها إلى الشام، فنقضي مِيرَتنا، ثم نرجع مِن يومنا، فقد شَقَّ علينا طولُ السَّفَر، كما سُخِّرَت لسليمان كما زعمتَ، فلست بأهون على الله مِن سليمان إن كنت نبيًّا كما تزعم. وكان يركبها سليمانُ وقومه غدوةً، فيسير مسيرة شهر. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا أُطِيق ذلك». قال أبو جهل: فلا عليك، ابعَثْ لنا رجلين أو ثلاثةً مِمَّن مات مِن آبائنا، منهم قُصَيُّ بن كِلاب؛ فإنّه كان شيخًا صَدُوقًا، فنسأله عمّا أمامنا مِمّا تُخْبِرُنا أنّه كائِن بعد الموت: أحقٌّ ما تقول أم باطل. فقد كان عيسى يفعل ذلك بقومه كما زعمتَ، فلستَ بأهون على الله مِن عيسى إن كنت نبيًّا كما تزعم. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ليس إلَيَّ ذلك». قال أبو جهل: فإن كنتَ غير فاعل فلا ألْفِيَنَّك تذكر آلهتنا بسوء. فأنزل الله تعالى: {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال} (١). (ز)

٣٩١٥٦ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال} الآية، قال: قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إن كنتَ صادِقًا فسَيِّر عنا هذه الجبال، واجعلها حروثًا كهيئة أرض الشام ومصر والبلدان، أو ابعث موتانا فأخبِرْهم، فإنّهم قد ماتوا على الذي نحن عليه. فقال الله: {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى} (٢). (ز)

٣٩١٥٧ - عن سفيان بن عيينة -من طريق ابن أبي عمر- في قوله تعالى: {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى}، قال: قالوا: يا محمد، إنّ أرضنا بين جبلين -يعني: أبا قُبَيْس، والأحمر-، فأخِّرْ عنّا هذين الجبلين حتى نزرع، وأَجْرِ لنا فيها عيونًا، وأَحْيِ لنا قُصَيَّ بن كِلاب؛ فإنّه كان له عقل، نسأله: أحقٌّ ما تقول؟ فأنزل الله - عز وجل -: {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا}. قال: لا يكون هذا، ولم يكن أوَّلًا، أولم يكفهم ما يرون مِن الآيات؛ السماوات، والأرض، والجبال، والمَطَر (٣). (ز)


(١) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٣٧٩.
(٢) أخرجه ابن جرير ١٣/ ٥٣٤.
(٣) أخرجه الفاكهي في أخبار مكة ٤/ ٤٩ (٢٣٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>