وجعلَ ابنُ جرير قول الملائكة هنا نظير قول نوح - عليه السلام -: (رب إن ابني من أهلي) [هود: ٤٥]. وذكر ابن عطية (١/ ١٧٢ - ١٧٣) قول ابن مسعود وابن عباس، وقول الحسن وقتادة، وما في معناهما، ثم زاد عليها أقوالًا أخرى، فقال: «وقال آخرون: صادِقِينَ في أني إن استخلفتكم سبحتم بحمدي، وقدستم لي ... وقال قوم: معنى الآية إن كُنتُمْ صادِقِينَ في جواب السؤال، عالمين بالأسماء. قالوا: ولذلك لم يسغ للملائكة الاجتهاد وقالوا: سُبْحانَكَ. حكاه النقاش، قال: ولو لم يشترط عليهم الصدق في الإنباء لجاز لهم الاجتهاد، كما جاز للذي أماته الله مائة عام، حين قال له: {كَمْ لَبِثْت} [البقرة: ٢٥٩]، ولم يشترط عليه الإصابة. فقال ولم يصب، فلم يُعنَّف». وقال ابنُ عطية (١/ ١٧٢ - ١٧٣): «وهذا كله مُحْتَمَل».