للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٢٣٣ - عن عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن غير (١) الرّبيع بن أنس: {ثمّ عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين} إلى قوله: {إنّك أنت العليم الحكيم}، قال: وذلك حين قالوا: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدّماء ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك}. قال: فلَمّا عَرَفوا أنّه جاعل في الأرض خليفة قالوا بينهم: لن يخلق الله خَلْقًا إلا كُنّا نحن أعلم منه وأكرم. فأراد الله أن يُخْبِرهم أنّه قد فَضَّل عليهم آدم، وعَلَّم آدم الأسماء كلّها، فقال للملائكة: {أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين} إلى قوله: {وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون} (٢). (ز)

١٢٣٤ - قال مقاتل بن سليمان: {إنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ} بأَنِّي جاعل فِي الأرض مَن يُفْسِد فيها، ويَسْفِكُ الدِّماء (٣) [١٥٦]. (ز)


[١٥٦] رَجَّحَ ابنُ جرير (١/ ٥٢٣ بتصرف) تأويلَ ابن عباس ومَن قال بقوله، وقال: «ومعنى ذلك: فقال: أنبِئوني بأسماء مَن عَرَضتُه عليكم -أيتها الملائكة- إن كنتم صادقين في قيلِكم أنِّي إن جعلتُ خليفتي في الأرض من غيركم عَصاني ذريته، وأفسدوا فيها، وإن جعلتكم فيها أطعتموني، فإنكم إن كنتم لا تعلمون أسماء هؤلاء الذين عرضتُهم عليكم من خلقي، وهم مخلوقون موجودون ترونهم وتُعايِنُونهم؛ فأنتم بما هو غير موجود من الأمور الكائنة التي لم توجد بَعدُ، وبما هو مُسْتَتِرٌ من الأمور؛ أحرى أن تكونوا غير عالمين، فلا تسألوني ما ليس لكم به علم، فإني أعلم بما يُصلِحكم، ويُصلِح خَلْقي».
وجعلَ ابنُ جرير قول الملائكة هنا نظير قول نوح - عليه السلام -: (رب إن ابني من أهلي) [هود: ٤٥].
وذكر ابن عطية (١/ ١٧٢ - ١٧٣) قول ابن مسعود وابن عباس، وقول الحسن وقتادة، وما في معناهما، ثم زاد عليها أقوالًا أخرى، فقال: «وقال آخرون: صادِقِينَ في أني إن استخلفتكم سبحتم بحمدي، وقدستم لي ... وقال قوم: معنى الآية إن كُنتُمْ صادِقِينَ في جواب السؤال، عالمين بالأسماء. قالوا: ولذلك لم يسغ للملائكة الاجتهاد وقالوا: سُبْحانَكَ. حكاه النقاش، قال: ولو لم يشترط عليهم الصدق في الإنباء لجاز لهم الاجتهاد، كما جاز للذي أماته الله مائة عام، حين قال له: {كَمْ لَبِثْت} [البقرة: ٢٥٩]، ولم يشترط عليه الإصابة. فقال ولم يصب، فلم يُعنَّف». وقال ابنُ عطية (١/ ١٧٢ - ١٧٣): «وهذا كله مُحْتَمَل».

<<  <  ج: ص:  >  >>