للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: لا إله إلا الله. فعند ذلك يقول أهلُ جهنم: {فما لنا من شافعين* ولا صديق حميم* فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين} [الشعراء: ١٠٠ - ١٠٢]. وقوله: {ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين} (١). (٨/ ٥٨٨)

٤٠١٢٣ - عن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنّ أصحاب الكبائر مِن مُوَحِّدي الأُمَمِّ كلها، الذين ماتوا على كبائرهم غير نادمين ولا تائبين، من دخل منهم جهنم؛ لا تَزْرَقُّ أعينُهم، ولا تَسْوَدُّ وجوهُهم، ولا يُقْرَنون بالشياطين، ولا يُغَلُّون بالسلاسل، ولا يَجَّرَّعون الحميم، ولا يلبسون القطِران، حرَّم الله أجسادَهم على الخلود مِن أجل التوحيد، وصُوَرَهم على النار مِن أجل السجود، فمنهم مَن تأخذه النارُ إلى قدميه، ومنهم مَن تأخذه النار إلى عَقِبَيْه، ومنهم مَن تأخذه النار إلى فَخِذَيْه، ومنهم مَن تأخذه النار إلى حُجْزَتِه (٢)، ومنهم من تأخذه النار إلى عنقه، على قَدْرِ ذنوبهم وأعمالهم، ومنهم مَن يمكث فيها شهرًا ثم يخرج منها، ومنهم مَن يمكث فيها سنة ثم يخرج منها، وأطولهم فيها مُكْثًا بقدر الدنيا منذ يوم خُلِقَت إلى أن تَفْنى، فإذا أراد اللهُ أن يُخْرِجهم منها قالت اليهود والنصارى ومَن في النار مِن أهل الأديان والأوثان لِمَن في النار مِن أهل التوحيد: آمنتم بالله وكُتُبِه ورُسُلِه، فنحن وأنتم اليومَ في النار سواء. فيغضب الله لهم غضبًا لم يغضبه لشيء فيما مضى، فيُخرجهم إلى عينٍ بين الجنة والصراط، فيَنبُتُون فيها نبات الطَّراثِيثِ (٣) في حَمِيل السَّيل (٤)، ثم يدخلون الجنة، مكتوب في جباههم: هؤلاء الجَهَنَّمِيُّون عُتَقاء الرحمن. فيمكثون في الجنة ما شاء الله أن يمكثوا، ثم يسألون الله أن يمحوَ ذلك الاسم عنهم، فيبعث الله مَلَكًا فيمحوه، ثم يبعث الله ملائكة معهم مسامير مِن نار فيُطبِقُونها على مَن بَقِي فيها، يُسَمِّرُونها بتلك المسامير، فيَنساهم الله على عرشه، ويشتغل عنهم أهلُ الجنة بنعيمهم ولذاتهم، وذلك قوله: {ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين} (٥). (٨/ ٥٨٩)


(١) أخرجه ابن المبارك في الزهد والرقائق ١/ ٤٥٠ - ٤٥١ (١٢٧١) بنحوه، والطبراني في الأوسط ٧/ ٢٠٩ - ٢١٠ (٧٢٩٣) مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
وقال الهيثمي في المجمع ١٠/ ٣٨٠ (١٨٥٣٣): «رواه الطبراني في الأوسط، وفيه مَن لم أعرفهم».
(٢) الحُجْزة: موضع شدِّ الإزار. النهاية (حجز).
(٣) الطراثيث: جمع طُرثوث، وهو نبت ينبسِط على وجه الأرض كالفطر. النهاية (طرث).
(٤) حَمِيل السيل: ما يجيء به السيل من طِين أو غُثاء وغيره. النهاية (حمل).
(٥) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد ٧/ ٨٨ (٢٠٠٩) في ترجمة إبراهيم بن محمد بن الحسن السامري (٣١٥٢)، وابن الجوزي في العلل المتناهية ٢/ ٤٥٦ - ٤٥٧ (١٥٦٧)، ٢/ ٤٥٧ - ٤٥٨ (١٥٦٨)، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٤/ ٥٢٦ - بنحوه مختصرًا.
قال ابن الجوزي: «هذا حديث لا يصِحُّ، وفيه جماعة مجاهيل».

<<  <  ج: ص:  >  >>