للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مِن حَيٍّ. فقال الله: {يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة} (١) [١٧١]. (١/ ٢٨١)

١٣٣٨ - عن مجاهد، قال: نام آدمُ، فخُلِقَت حَوّاء من قُصَيْراهُ (٢)، فاستيقظ فرآها، فقال: من أنتِ؟ فقالت: أنا أثا. يعني: امرأة بالسُّرْيانِيَّة (٣). (١/ ٢٧٩)

١٣٣٩ - عن عطاء، قال: لَمّا سجدت الملائكة لآدم نَفَر إبليس نَفْرَة، ثُمَّ ولّى مُدْبِرًا، وهو يلتفت أحيانًا ينظر هل عصى ربَّه أحدٌ غيرُه، فعصمهم الله، ثم قال الله لآدم: قُمْ، يا آدم، فسَلِّم عليهم. فقام، فسَلَّم عليهم، وردوا عليه، ثم عرض الأسماء على الملائكة، فقال الله لملائكته: زعمتم أنكم أعلم منه، {أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين}. قالوا: {سبحانك} إنّ العلم منك ولك، و {لا علم لنا إلا ما علمتنا}. فلما أقَرُّوا بذلك قال: {يا آدم أنبئهم بأسمائهم}. فقال آدم: هذه ناقة، جمل، بقرة، نَعْجَة، شاة، فَرَس، وهو من خلق ربي. فكل شيء سَمّى آدمُ فهو اسمه إلى يوم القيامة، وجعل يدعو كُلَّ شيء باسمه حِين يَمُرُّ بين يديه، حتى بَقِي الحمار، وهو آخر شيء مَرَّ عليه، فخالف الحمار من وراء ظهره، فدعا آدم: أقْبِل، يا حمار. فعلمت الملائكة أنه أكرم على الله، وأعلم منهم، ثم قال له ربه: يا آدم، ادخل الجنة تُحَيّى وتُكرَمْ. فدخل الجنة، فنهاه عن الشجرة قبل أن يخلق حواء، فكان آدم لا يستأنس إلى خَلْقٍ في الجنة، ولا يسكن إليه، ولم يكن في الجنة شيء يشبهه، فألقى الله عليه النوم، وهو أول نوم كان، فانتزعت من ضلعه الصُّغْرى من جانبه الأيسر، فخُلِقَت حواء منه، فلما استيقظ آدم جلس، فنظر إلى حواء تشبهه، من أحسن البشر -ولكل امرأة فضل على الرجل بضلع-، وكان الله عَلَّم آدم اسم كل شيء، فجاءته الملائكة فَهَنَّوه، وسلَّموا عليه، فقالوا: يا آدم، ما هذه؟ قال: هذه مرأة. قيل له: فما اسمها؟ قال: حَوّاء. فقيل له: لِمَ سَمَّيْتَها حَوّاء؟ قال: لأنّها خُلِقَت من حيٍّ. فنُفِخ بينهما من روح الله، فما كان من شيء يتراحم الناس به فهو


[١٧١] عَلَّق ابنُ جرير (١/ ٥٤٨) بقوله: «فهذا الخبر يُنبِئ أنّ حواء خُلقت بعد أن سَكن آدمُ الجنةَ، فجُعِلَتْ له سَكنًا».

<<  <  ج: ص:  >  >>