للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٠٦٦٣ - عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق سماك- أنّه قال في هذه الآية: {الذين جعلوا القرآن عضين}، قال: كانوا يستهزئون؛ يقول هذا: لي سورة البقرة. ويقول هذا: لي سورة آل عمران (١). (ز)

٤٠٦٦٤ - عن عطاء بن أبي رباح -من طريق طلحة- {الذين جعلوا القرآن عضين}، قال: المشركون مِن قريش، عضُّوا القرآنَ فجعلوه أجزاءً؛ فقال بعضهم: ساحر. وقال بعضهم: شاعر. وقال بعضهم: مجنون. فذلك العِضون (٢). (ز)

٤٠٦٦٥ - عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- {عضين}، قال: عضهوه، وبهتوه (٣). (ز)

٤٠٦٦٦ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {الذين جعلوا القرءان عضين}، قال: هم رَهْطٌ مِن قريش، عَضَهُوا كتابَ الله؛ فزعم بعضهم أنّه سحر، وزعم بعضهم أنّه كهانة، وزعم بعضهم أنّه أساطير الأولين (٤). (٨/ ٦٥٤)

٤٠٦٦٧ - قال مقاتل بن سليمان: ثم نعت اليهود والنصارى، فقال سبحانه: {الذين جعلوا القرآن عضين}، جعلوا القرآن أعضاء كأعضاء الجزور؛ فرَّقوا الكتاب، ولم يجتمعوا على الإيمان بالكتب كلها (٥). (ز)

٤٠٦٦٨ - عن العطاف -من طريق ابن وهب- في قول الله: {الذين جعلوا القرآن عضين}، قال: بلغني: أنّ العضين السِّحر (٦). (ز)

٤٠٦٦٩ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {الذين جعلوا القرآن عضين}، قال: جعلوه أعضاء كما تُعَضّى الشاة؛ قال بعضهم: كهانة. وقال بعضهم: هو سحر. وقال بعضهم: هو شعر. وقال بعضهم: {أساطير الأولين اكتتبها} [الفرقان: ٥] الآية، جعلوه أعضاء كما تُعَضّى الشاة (٧) [٣٦٣٠]. (ز)


[٣٦٣٠] اختُلِف في معنى قوله تعالى: {الَّذِينَ جَعَلُوا القُرْآنَ عِضِينَ} على أقوال: الأول: الذين جعلوا القرآن فِرَقًا مُفْتَرِقة. الثاني: الذي عَضَهُوا القرآن، فقالوا: سِحْرٌ، أو هو شعرٌ. الثالث: عَنى بالعَضْهِ في هذا الموضع نسبتهم إيّاه إلى أنه سِحْرٌ خاصة، دون غيره من معاني الذَّمِّ.
ووجَّه ابنُ جرير (١٤/ ١٣٦) القول الأول، وهو قول ابن عباس من طريق سعيد بن جبير، وابن أبي طلحة، وقول الضحاك وما في معناه بقوله: «فوجَّه قائلو هذه المقالة قوله: {عِضِينَ} إلى أن واحدها: عُضْوٌ، وأن عِضِينَ جمعُه، وأنّه مأخوذٌ مِن قولهم: عَضَّيتُ الشيءَ تَعْضِيَةً، إذا فرَّقتَه». واستشهد ببيتين من الشعر.
ووجَّهه ابنُ عطية (٥/ ٣٢٠)، فقال: «ومن قال: جعلوه أعضاءً. فإنّما أراد: قسَّموه كما يقسم الجزور أعضاءً».
ووجَّه ابنُ جرير (١٤/ ١٣٦) لفظة {عِضِينَ} على القول الثاني بقوله: «هي جمع عِضَةٍ، جُمِعَت عِضِين كما جُمِعَت البُرَةُ: بُرِين، والعِزَةُ: عِزِين، فإذا وُجِّه ذلك إلى هذا التأويل كان أصل الكلام: عِضَهَةً، ذهبت هاؤها الأصلية، كما نَقَصُوا الهاء من الشَّفَة، وأصلها: شَفَهَةٌ، ومن الشاة وأصلها: شاهةٌ، يدلُّ على أنّ ذلك الأصلَ تصغيرُهم الشَّفَةَ: شُفَيْهَةً، والشاة: شُوَيْهَةً، فيَرُدُّون الهاء التي تسقُطُ في غير حال التصغير إليها في حال التصغير، يقال منه: عَضَهْتُ الرجل أعْضَهُهُ عَضْهًا إذا بَهَتَّه وقذَفْتَه ببُهتانٍ». ثم رجَّح مستندًا إلى السياق، ودلالة واقع الحال «أن يقال: إن الله -تعالى ذِكْره- أمر نبيَّه - صلى الله عليه وسلم - أن يُعْلِم قومًا عَضَهُوا القرآن، أنّه لهم نذيرٌ مِن عقوبةٍ تَنزِل بهم بِعَضْهِهم إيّاه، مثل ما أنزَل بالمقتسمين، وكان عَضْهُهم إيّاه قَذْفَهُمُوه بالباطل، وقيلَهم: إنّه شعرٌ وسحرٌ، وما أشبه ذلك. وإنّما قلنا إنّ ذلك أولى التأويلات به لدلالة ما قبله من ابتداء السورة وما بعده، وذلك قوله: {إنّا كَفَيْناكَ المُسْتَهْزِئِينَ}، على صحة ما قلنا، وإنه إنما عَنى بقوله: {الَّذِينَ جَعَلُوا القُرْآنَ عِضِينَ} مشركي قومه، وإذ كان ذلك كذلك فمعلومٌ أنه لم يكن في مشركي قومه مَن يؤمن ببعض القرآن ويكفر ببعض، بل إنما كان قومه في أمره على أحد معنيين: إما مؤمنٌ بجميعه، وإما كافرٌ بجميعه، وإذ كان ذلك كذلك، فالصحيح من القول في معنى قوله: {الَّذِينَ جَعَلُوا القُرْآنَ عِضِينَ} قول الذين زعموا أنهم عَضَهُوه، فقال بعضهم: هو سحرٌ. وقال بعضهم: هو شعرٌ. وقال بعضهم: هو كهانةٌ. وما أشبه ذلك من القول، أو عَضَّوْه ففَرَّقوه، بنحو ذلك من القول، وإذا كان ذلك معناه، احتمل قوله: {عِضِينَ} أن يكون جمعَ: عِضَةٍ، واحتمل أن يكون جمع: عُضْوٍ».

<<  <  ج: ص:  >  >>