للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أخذوا أسفل الوادي، هذا كلُّه في أهل بدر، وكانت قبل بدر بشهرين سَرِيَّة، يوم قتل ابن الحضرمي، ثم كانت أحدٌ، ثم يوم الأحزاب بعد أُحد بسنتين، ثم كانت الحديبية، وهو يوم الشجرة، فصالحهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يومئذ على أن يعتمِرَ في عام قابِل في هذا الشهر، ففيها أنزلت: {الشهر الحرام بالشهر الحرام} [البقرة: ١٤٩]. فشهر العام الأول بشهر العام الثاني، فكانت: {والحرمات قصاص}. ثم كان الفتح بعد العمرة، ففيها نزلت: {حتى إذا فتحنا عليهم بابًا ذا عذاب شديد} الآية [المؤمنون: ٧٧]. وذلك أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - غزاهم ولم يكونوا أعدُّوا له أُهْبَةَ القتال، ولقد قُتِل من قريش يومئذ أربعة رهط، من حلفائهم من بني بكر خمسين أو زيادة، وفيهم نزلت لما دخلوا في دين الله: {وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار} [المؤمنون: ٧٨]. ثُمَّ خرج إلى حُنَين بعد عشرين ليلة، ثم إلى الطائف، ثم إلى المدينة، ثم أمَّر أبا بكر على الحج، ولما رجع أبو بكر من الحج غزا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - تبوكًا، ثم حج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العام المقبل، ثم ودَّع الناس، ثم رجع فتُوفي في ليلتين خلتا مِن شهر ربيع (١). (٨/ ٦٦١)

٤٠٧١٥ - عن عامر الشعبي -من طريق حصين، وجابر- قال: المستهزئون سبعة، سمى منهم: العاصي بن وائل، والوليد بن المغيرة، وهبّارَ بن الأسود، وعبد يغوث بن وهب، والحارث ابن غَيْطَلَة (٢). (٨/ ٦٦٥)

٤٠٧١٦ - عن مقسم [بن بجرة]-من طريق معمر- =

٤٠٧١٧ - وقتادة بن دعامة، في قوله: {إنا كفيناك المستهزئين}، قال: هم الوليد بن المغيرة، والعاصي بن وائل، وعَدِي بن قيس، والأسود بن عبد يَغُوث، والأسود بن المُطَّلب، مرُّوا رجلًا رجلًا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه جبريل، فإذا مرَّ به رجلٌ منهم قال له جبريل: كيف تجد هذا؟ فيقول: «بئس عبد الله». فيقول جبريل: كَفَيْناكَهُ. فأمّا الوليد فَتَردّى، فتعلَّق سهم بردائِه، فذهب يجلس، فقطع أكحله، فنَزَف حتى مات، وأمّا الأسود بن عبد يغوث فأُتِيَ بغصن فيه شوك، فضُرِب به وجهُه، فسالت حدَقَتاه على وجهِه، فمات، وأَمّا العاصي فوَطِئ على شوكة، فتساقط لحمه عن عظامه حتى هلك، وأَمّا الأسود بن المطلب وعَدِي بن قيس فأحدُهما قام مِن الليل وهو ظمآن ليشرب مِن جرة، فلم يزل يشرب حتى انفَتَقَ بطنُه، فمات، وأَمّا الآخر


(١) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٩٧٣٤).
(٢) أخرجه ابن جرير ١٤/ ١٤٩ بنحوه مع اختلاف في عددهم. وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وأبي نعيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>