للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السبيل}، قال: طريق الحق على الله (١) [٣٦٤٢]. (٩/ ١٨)

٤٠٨٨٠ - عن الضحاك بن مزاحم -من طريق جويبر- {وعلى الله قصد السبيل}، قال: إنارتها (٢). (ز)

٤٠٨٨١ - عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد بن سليمان- في قوله: {وعلى الله قصد السبيل}، قال: على الله البيان، يبين الهدى من الضلالة، ويبين السبيل التي تفرقت عن سبله، {ومنها جائر} (٣). (ز)

٤٠٨٨٢ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {وعلى الله قصد السبيل}، قال: على الله بيان حلاله وحرامه، وطاعته ومعصيته (٤). (٩/ ١٨)

٤٠٨٨٣ - قال مقاتل بن سليمان: قال سبحانه: {وعلى الله قصد السبيل}، يعني: بيان الهدى (٥). (ز)

٤٠٨٨٤ - قال عبد الله بن المبارك: {قصد السبيل}: السُّنَّة (٦). (ز)

٤٠٨٨٥ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {وعلى الله قصد السبيل}، قال: طريق الهدى (٧) [٣٦٤٣]. (٩/ ١٩)


[٣٦٤٢] نقل ابنُ كثير (٨/ ٢٩٦ - ٢٩٧) في قوله تعالى: {وعَلى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ} قول ابن عباس، وقول مجاهد، والضحاك، وقتادة، ونقل عن السدي أن {قصد السبيل} معناه: الإسلام. ثم علَّق بقوله: «وقول مجاهد هاهنا أقوى من حيث السياق؛ لأنه تعالى أخبر أن ثَمَّ طرقًا تسلك إليه، فليس يصل إليه منها إلا طريق الحق، وهي الطريق التي شرعها ورضيها، وما عداها مسدودة، والأعمال فيها مردودة».
[٣٦٤٣] بيَّن ابنُ عطية (٥/ ٣٣١) أن معنى: {وعَلى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ} «أي: على الله تقويم طريق الهدى وتبيينه، وذلك بنصب الأدلة وبعث الرسل، وإلى هذا ذهب المتأوِّلون». ثم ذكر احتمالًا آخر: «أن يكون المعنى: إن من سلك السبيل القاصد فعلى الله رحمته ونعيمه وطريقه، وإلى ذلك مصيره». ثم وجَّهه بقوله: «فيكون هذا مثل قوله تعالى: {هَذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ} [آل عمران: ٥١]، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -:» والشَّرُّ ليس إليك «. أي: لا يُفضي إلى رحمتك».
ونقل ابنُ تيمية (٤/ ١٥٢) قولًا ولم ينسبه: أن «معنى قصد السبيل: سيركم ورجوعكم، والسبيل واحدة بمعنى الجمع». ثم انتقده مستندًا إلى دلالة اللغة، ولفظ الآية قائلًا: «هذا قول بعض المتأخرين، جعل القصد بمعنى: الإرادة، أي: عليه قصدكم للسبيل في ذهابكم ورجوعكم، وهو كلام مَن لم يفهم الآية، فإنّ السبيل القصد هي السبيل العادلة، أي: عليه السبيل القصد، والسبيل اسم جنس، ولهذا قال: {ومِنها جائِرٌ}. أي: عليه القصد من السبيل، ومن السبيل جائر، فأضافه إلى اسم الجنس إضافة النوع إلى الجنس، أي: القصد من السبيل، كما تقول: ثوب خز. ولهذا قال: {ومِنها جائِرٌ}. وأمّا من ظن أن التقدير: قصدكم السبيل. فهذا لا يطابق لفظ الآية ونظمها من وجوه متعددة».
وذكر ابنُ عطية (٥/ ٣٣٢) أن «الألف واللام في {السَّبِيلِ} للعهد، وهي سبيل الشرع، وليست للجنس، ولو كانت للجنس لم يكن فيها جائر».
وانتقده ابن تيمية (٤/ ١٥٥) مستندًا إلى الدلالة العقلية، فقال: «وأما قوله: {قَصْدُ السَّبِيلِ} هي سبيل الشرع، وهي سبيل الهدى، والصراط المستقيم، وأنها لو كانت للجنس لم يكن منها جائر، فهذا أحد الوجهين في دلالة الآية، وهو مرجوح، والصحيح الوجه الآخر: أن السبيل اسم جنس، ولكن الذي على الله: هو القصد منها، وهي سبيل واحدة، ولما كان جنسًا قال: {ومِنها جائِرٌ}، والضمير يعود على ما ذُكِرَ بلا تكلف. وقوله: لو كان للجنس لم يكن منها جائر. ليس كذلك، فإنها ليست كلها عليه، بل إنما عليه القصد منها، وهي سبيل الهدى، والجائر ليس من القصد، وكأنه ظن أنه إذا كانت للجنس يكون عليه قصد كل سبيل، وليس كذلك، بل إنما عليه سبيل واحدة، وهي الصراط المستقيم، هي التي تدل عليه، وسائرها سبل الشيطان، كما قال: {وأَنَّ هَذا صِراطِي مُسْتَقِيمًا فاتَّبِعُوهُ ولا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: ١٥٣]، وقد أحسن في هذا الاحتمال، وفي تمثيله ذلك بقوله: {هَذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ} [الحجر: ٤١]».

<<  <  ج: ص:  >  >>