١٤٠١ - قال الحسن البصري: إنّما رآهما على باب الجنة؛ لأنهما كانا يخرجان منها، وقد كان آدم حين دخل الجنة ورأى ما فيها من النعيم قال: لو أنّ خُلْدًا. فاغتنم ذلك منه الشيطان، فأتاه الشيطان من قِبَلِ الخُلْد، فلَمّا دخل الجنة وقف بين يدي آدم وحواء، وهما لا يعلمان أنه إبليس، فبكى وناح نِياحَةً أحَزَنتْهُما، وهُو أوَّلُ من ناح، فقالا له: ما يُبْكِيك؟ قال: أبكي عليكما؛ تموتان فتُفارِقان ما أنتما فيه من النعمة. فوَقَع ذلك في أنفسهما، فاغْتَمّا، ومضى إبليس، ثم أتاهما بعد ذلك، وقال: يا آدم، هل أدُلُّك على شجرة الخلد؟ فأبى أن يقبل منه، وقاسمهما بالله إنه لهما لَمِن الناصحين، فاغْتَرّا وما ظَنّا أن أحدًا يحلف بالله كاذبًا، فبادرت حواء إلى أكل الشجرة، ثم ناولت آدم حتى أكلها (٢). (ز)
١٤٠٢ - عن قتادة -من طريق سعيد- قوله:{يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنّة وكلا منها رغدا حيث شئتما}: ثُمّ أتى البلاء الذي كُتِب على الخلق على آدم، كما ابتُلي الخلقُ قبله، إنّ الله -تعالى ذِكْرُه- أحَلَّ له ما في الجنّة أن يأكل منها رغدًا حيث شاء، غير شجرة واحدة نُهِي عنها، وقدّم إليه فيها، فما زال به البلاء حتّى وقع بالّذي نُهِيَ عنه (٣). (١/ ٢٨٥)
١٤٠٣ - عن قتادة، في قوله:{ولا تقربا هذه الشجرة}، قال: ابتلى الله آدمَ كما ابتلى الملائكة قبله، وكل شيء خُلِق مُبْتَلًى، ولم يَدَعِ اللهُ شيئًا من خلقه إلا ابتلاه بالطاعة،
[١٧٦] علَّق ابنُ جرير (١/ ٥٦٩) على قول وهْب بن مُنَبِّه، فقال: «أمّا سبب وصوله إلى الجنة حَتّى كلم آدم بعد أن أخرجه الله منها وطرده عنها، فليس فيما رُوِي عن ابن عباس ووَهْب بن منبه في ذلك معنًى يجوز لذي فَهْم مدافعته؛ إذ كان ذلك قولًا لا يدفعه عقل، ولا خبر يلزم تصديقه من حجة بخلافه، وهو من الأمور الممكنة، والقول في ذلك أنّه وصل إلى خطابهما على ما أخبرنا الله -جَلَّ ثناؤه-، وممكن أن يكون وصل إلى ذلك بنحو الذي قاله المتأولون، بل ذلك -إن شاء الله- كذلك، لتتابع أقوال أهل التأويل على تصحيح ذلك».