أنت، ومن أنت؟ فيقول: وما تعرفُني؟ فيقول: لا. فيقول: أنا عملك، كان قبيحًا فلذلك تراني قبيحًا، وكان مُنتِنًا فلذلك تراني مُنتنًا، طَأطِئ إليَّ أركبك فطالما ركبتني في الدنيا. فيركبه، وهو قوله:{ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة}(١). (٩/ ٤٢)
٤١٠٦٨ - عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر الرازي- في قوله:{ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة} الآية، قال: قال النَّبي - صلى الله عليه وسلم -: «أيُّما داعٍ دعا إلى ضلالة فاتُّبِع كان عليه مثل أوزار من اتبعه، من غير أن يَنقُصَ من أوزارهم شيء، وأيُّما داعٍ دعا إلى هدى فاتُّبِع فله مثل أجورهم، من غير أن ينقُصَ من أجورهم شيء»(٢). (٩/ ٤١)
٤١٠٦٩ - قال مقاتل بن سليمان: يقول الله تعالى: قالوا ذلك {ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة} يعني: يحملوا خطيئتهم كاملة يوم القيامة، {ومن أوزار الذين} يعني: من خطايا الذين {يضلونهم} يعني: يستنزلونهم {بغير علم} يعلمونه، فيها تقديم، قال - عز وجل -: {ألا ساء ما يزرون} يعني: ألا بئس ما يحملون، يعني: يعملون (٣)[٣٦٥٨]. (ز)
٤١٠٧٠ - قال يحيى بن سلّام:{ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة} يعني: الذين قالوا: أساطير الأولين ... ، {ومِن أوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بغير علم ألا ساء ما يزرون} أي: بئس ما يحملون، يحملون آثام أنفسهم ومثل آثام الذين دعوهم إلى الضلال واتبعوهم عليه. وهو كقوله:{وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم}[العنكبوت: ١٣] يحملون آثام أنفسهم، ومثل آثام الذين دعوهم إلى الضلالة فاتبعوهم عليها إلى يوم القيامة، من غير أن ينقص من أوزار الذين اتبعوهم شيء. أبو الأشهب، عن الحسن، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أيما داع دعا إلى هدى فاتُّبع فله مثل أجر مَن اتبعه، ولا ينقص ذلك من أجورهم، وأيما داع دعا إلى ضلالة فاتُّبع فعليه مثل وزر من
[٣٦٥٨] ذكر ابنُ عطية (٥/ ٣٤٤) في معنى: {بِغَيْرِ عِلْمٍ} احتمالين: الأول: «أن يريد بها: المضِلّ، أي: أضلَّ بغير برهان قام عنده». والثاني: «أن يريد: بغير علم مِن المقلدين الذين يضلونهم».