للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤١٢٥٢ - قال قتادة بن دعامة: يعني: أهل التوراة، هي مثل قوله: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} [الأنبياء: ٧] (١). (ز)

٤١٢٥٣ - عن إسماعيل السُّدِّيّ، في قوله: {فسئلوا} يا معشر العرب {أهل الذّكر} وهم أهل الكتاب من اليهود والنصارى، الذين جاءتهم الرسل قبلكم (٢). (٩/ ٥١)

٤١٢٥٤ - قال إسماعيل السُّدِّيّ: {فاسألوا أهل الذكر}، يعني: التوراة، عبد الله بن سلام وأصحابه الذين أسلموا (٣). (ز)

٤١٢٥٥ - عن أبي جعفر [محمد الباقر]-من طريق جابر- {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}، قال: نحن أهل الذكر (٤). (ز)

٤١٢٥٦ - عن سفيان، قال: سألت [سليمان بن مهران] الأعمش عن قوله: {فاسألوا أهل الذكر}. قال: سمعنا أنّه مَن أسلم مِن أهل التوراة والإنجيل (٥). (ز)

٤١٢٥٧ - قال مقاتل بن سليمان: ثم قال: {فسألوا أهل الذكر}، يعني: التوراة (٦). (ز)

٤١٢٥٨ - عن معمر بن راشد -من طريق عبد الرزاق- في قوله: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}، قال: أهل التوراة، فاسألوهم: هل جاءهم إلا رجال يوحى إليهم (٧). (ز)

٤١٢٥٩ - عن خارجة بن مصعب -من طريق عبد الله بن عثمان- في قوله - عز وجل -: {فسألوا أهل الذكر}، قال: أهل العلم (٨). (ز)

٤١٢٦٠ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}، قال: الذكر: القرآن. وقرأ: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحجر: ٩]، وقرأ: {إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم} [فصلت: ٤١] الآية (٩) [٣٦٦٩]. (ز)


[٣٦٦٩] الآية ردٌّ على كفار قريش في استبعادهم أن يبعث الله من البشر رسولًا، وقد اختُلِفَ في المعني بـ «أهل الذكر» في هذه الآية على أقوال: الأول: أهل الكتاب من اليهود والنصارى. الثاني: مَن أسلم مِن أهل الكتاب. الثالث: أهل القرآن. وزاد ابن عطية (٥/ ٣٥٨ ط: دار الكتب العلمية) قولًا نقله عن الزجاج أن أهل الذكر: عام في كل من يُعزى إلى علم.
واستظهر ابن عطية مستندًا إلى الدلالة العقلية القول الأول، وهو قول ابن عباس، فقال: «والأظهر في هذا كله قول ابن عباس - رضي الله عنهما - أن يكون أهل الذكر هنا: أحبار اليهود والنصارى الذين لم يُسلِموا، وهم في هذه النازلة خاصة إنما يُخبِرون بأن الرسل من البشر، وإخبارهم حجَّة على هؤلاء، فإنهم لم يزالوا مصدِّقين لهم، ولا يتهمون بشهادة لنا لأنهم مدافعون في صدر ملة محمد - صلى الله عليه وسلم - -قاتلهم الله-، وهذا هو كسر حجتهم من مذهبهم، لا أنّا افتقرنا إلى شهادة هؤلاء، بل الحق واضح في نفسه، وقد أرسلت قريش إلى يهود يثرب يسألون ويُسنِدون إليهم».
وانتقد القول الثاني والثالث مستندًا إلى الدلالة العقلية قائلًا: «وهذان القولان فيهما ضعف؛ لأنه لا حجَّة على الكفار في إخبار المؤمنين بما ذُكِر، لأنهم يكذبون هذه الصنائف».
واستدرك ابنُ كثير (٨/ ٣١٤) على القول الثالث -وهو قول ابن زيد، وأبي جعفر- مستندًا إلى الدلالة العقلية قائلًا: «وقول عبد الرحمن بن زيد: الذكر: القرآن. واستشهد بقوله: {إنّا نَحْنُ نزلْنا الذِّكْرَ وإنّا لَهُ لَحافِظُونَ} [الحجر: ٩] صحيح، لكن ليس هو المراد هاهنا؛ لأن المخالف لا يرجع في إثباته بعد إنكاره إليه. وكذا قول أبي جعفر الباقر: نحن أهل الذكر».
ووجَّه قول أبي جعفر الباقر: نحن أهل الذكر. بقوله: «ومراده أن هذه الأمة أهل الذكر صحيح؛ فإن هذه الأمة أعلم من جميع الأمم السالفة، وعلماء أهل بيت رسول الله? والرحمة من خير العلماء إذا كانوا على السنة المستقيمة، كعلي، وابن عباس، وابني علي: الحسن والحسين، ومحمد بن الحنفية، وعلي بن الحسين زين العابدين، وعلي بن عبد الله بن عباس، وأبي جعفر الباقر: وهو محمد بن علي بن الحسين، وجعفر ابنه، وأمثالهم وأضرابهم وأشكالهم، ممن هو متمسك بحبل الله المتين، وصراطه المستقيم، وعرف لكل ذي حقٍّ حقَّه، ونزَّل كلًّا المنزل الذي أعطاه الله ورسوله، واجتمع إليه قلوب عباده المؤمنين».

<<  <  ج: ص:  >  >>