وقال ابن كثير (٨/ ٣٤٣): «ووجه اقتران قوله: {ونزلنا عليك الكتاب} مع قوله: {وجئنا بك شهيدا على هؤلاء} أن المراد -والله أعلم-: أنّ الذي فرض عليك تبليغ الكتاب الذي أنزله عليك سائلك عن ذلك يوم القيامة، {فلنسئلن الذين أرسل إليهم ولنسئلن المرسلين} [الأعراف: ٦]، {فو ربك لنسئلنهم أجمعين عما كانوا يعملون} [الحجر: ٩٢ - ٩٣]، {يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب} [المائدة: ١٠٩]، وقال تعالى: {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} [القصص: ٨٥]، أي: إن الذي أوجب عليك تبليغ القرآن لرادك إليه، ومعيدك يوم القيامة، وسائلك عن أداء ما فرض عليك. هذا أحد الأقوال، وهو متجه حسن».