ورجَّح ابنُ جرير (١٤/ ٥٩٥) شمول الآية للمعنيين مستندًا إلى دلالة العموم، وعلَّل ذلك بقوله: «لأن القول بما لا يعلمه القائل يدخل فيه شهادة الزور، ورَمْيُ الناس بالباطل، وادعاءُ سماع ما لم يَسْمَعْهُ ورؤية ما لم يَرَهُ». وذكر ابنُ جرير (١٤/ ٥٩٥) أن أصل القَفْو: «العَضَهُ والبَهْتُ، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «نحن بنو النضر بن كنانة لا نَقْفُو أُمَّنا، ولا نَنتَفي من أبِينا»». ثم نقل عن بعض اللغويين أن معنى قوله: {ولا تَقْفُ}: لا تَتَّبِعْ ما لا تعلم ولا يَعْنِيك، وأن أصله القيافة، وهي اتَّباع الأثر. ثم رجَّح (١٤/ ٥٩٦) مستندًا إلى الأغلب من لغة العرب ما ذهب إليه من أن معنى: {ولا تَقْفُ}: «لا تَقُلْ للناس وفيهم ما لا علم لك به، فَتَرْمِيَهم بالباطل، وتَشْهَدَ عليهم بغير الحق، فذلك هو القَفْوُ». وعلَّل ذلك بقوله: «لأن ذلك هو الغالب من استعمال العرب القَفْوَ فيه».