ووجَّه ابنُ عطية (٥/ ٤٨٢) اسم الإشارة {ذلك} على القراءة الأولى بقوله: «والإشارة إلى جميع ما ذكر في هذه الآيات من بِرٍّ ومعصية، ثم اختَصَّ ذكر السَّيِّء منه بأنه مكروه عند الله تعالى». ووجَّهه على القراءة الثانية بقوله: «والإشارة إلى ما تقدم ذكره مما نهي عنه كقول: أُفٍّ، وقَذْف الناس، والمرح، وغير ذلك». وبمعناه ابنُ كثير (٩/ ١٣). ورجَّح ابنُ جرير (١٤/ ٦٠٠) مستندًا إلى دلالة اللغة القراءة الأولى، وعلَّل ذلك بقوله: «لأنّ في ذلك أمورًا منهيًّا عنها، وأمورًا مأمورًا بها، وابتداءُ الوصية والعهد من ذلك الموضع دون قوله: {ولا تَقْتُلُوا أوْلادَكُمْ} إنما هو عطفٌ على ما تقدم من قوله: {وقَضى رَبُّكَ ألا تَعْبُدُوا إلا إيّاهُ}، فإذ كان ذلك كذلك فقراءتُه بإضافة السيِّء إلى الهاء أوْلى وأحقُّ من قراءته «سَيِّئَةً» بالتنوين، بمعنى السيئةٍ الواحدة». واستدرك ابنُ عطية (٥/ ٤٨٣) على ابن جرير في قوله: بـ «أن هذه النواهي كلها معطوفة على قوله أولًا: {وقَضى رَبُّكَ ألا تَعْبُدُوا إلا إيّاهُ}» قائلًا: «وليس ذلك بالبيِّن».