للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذلك ثم كفرتم أنه يعذبكم عذابًا لا يعذبه أحدًا من العالمين». ونزلت: {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون} وحتى قرأ ثلاث آيات، ونزلت: {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى} [الرعد: ٣١] (١).

٤٣٣٥٦ - عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- قال: سأل أهلُ مكة النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أن يجعلَ لهم الصَّفا ذهبًا، وأن يُنحِّي عنهم الجبالَ فيَزْرعُوا، فقيل له: إن شئتَ أن تَسْتأْنِيَ بهم، وإن شئتَ أن نُؤْتيَهم الذي سألوا، فإن كفَروا أُهْلكوا كما أُهْلكت من قبلَهم من الأمم. قال: «لا، بل أستأْني بهم». فأنزل اللهُ: {وما مَنَعَنا أن نُرسِلَ بالآياتِ إلّا أن كذَّب بها الأَوَّلُونَ} (٢). (٩/ ٣٨٥ - ٣٨٦)

٤٣٣٥٧ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال: قال أهلُ مكة لنبيِّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: إن كان ما تقولُ حقًّا، ويَسُرُّك أن نؤمن؛ فحوِّل لنا الصَّفا ذهبًا. فاتاه جبريلُ، فقال: إن شئت كان الذي سألك قومك، ولكنه إن كان ثم لم يؤمنوا لم يُناظروا، وإن شئت استأنيت بقومك. قال: «بل أسْتأني بقومي». فأنزل الله: {وما منعنا أن نُرسل بالآيات إلّا أن كذب بِها الأوَّلون} الآية. وأنزل الله: {ما ءامنت قَبلَهم من قريةٍ أهلكنها أفهُم يُؤمنون} [الأنبياء: ٦] (٣). (٩/ ٣٨٧)


(١) أخرجه أبو يعلى في مسنده ٢/ ٤٠ (٦٧٩)، وابن مردويه -كما في تخريج أحاديث الكشاف ٢/ ١٩٠ - ١٩١ - .
قال الهيثمي في المجمع ٧/ ٨٥ (١١٢٤٥): «رواه أبو يعلى من طريق عبد الجبار بن عمر الأيلي عن عبد الله بن عطاء بن إبراهيم، وكلاهما وثق، وقد ضعفهما الجمهور». وقال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة ٧/ ١١٥ - ١١٦ (٦٤٨٩): «هذا إسناد ضعيف؛ لجهالة بعض رواته».
(٢) أخرجه أحمد ٤/ ١٧٣ (٢٣٣٣)، والحاكم ٢/ ٣٩٤ (٣٣٧٩)، وابن جرير ١٤/ ٦٣٥. وأورده الثعلبي ٦/ ١٠٨.
قال البزار في مسنده ١١/ ٢٥٢ (٥٠٣٧): «وهذا الحديث لم نسمعه إلا من أبي هشام، حديث طلحة القناد عن جعفر». وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه».
كما أخرجه أحمد ٤/ ٦٠ (٢١٦٦)، ويحيى بن سلام في تفسيره ١/ ١٤٤، من طريق عمران أبي الحكم السلمي، دون ذكر الآية.
قال ابن كثير في البداية ٤/ ١٣١: «وهذان إسنادان جيدان، وقد جاء مرسلًا عن جماعة من التابعين؛ منهم سعيد بن جبير، وقتادة، وابن جريج، وغير واحد». وقال الهيثمي في المجمع ٧/ ٥٠ (١١١٢٩): «رجاله رجال الصحيح، إلا أنه وقع في أحد طرقه عمران بن الحكم، وهو وهم، وفي بعضها عمران أبو الحكم، وهو ابن الحارث، وهو الصحيح، وهو من رجال الصحيح، ورواه البزار بنحوه». وقال الألباني في الصحيحة ٧/ ١١٦٠: «ورجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ فهو على شرطهما».
(٣) أخرجه يحيى بن سلام ١/ ١٤٤، وابن جرير ١٤/ ٦٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>