٤٤١٥٢ - عن أبي رجاء، قال: تلا الحسن البصري: {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا}. قال: كان الله -تبارك وتعالى- يُنزِل هذا القرآن بعضه قبل بعض، لِما علِم أنه سيكون ويحدُث في الناس. لقد ذُكر لنا: أنه كان بين أوله وآخره ثماني عشرة سنة. قال: فسألته يومًا على سُخْطَةٍ، فقلت: يا أبا سعيد، (وقُرْآنًا فَرَّقْناهُ). فثقلها أبو رجاء، فقال الحسن: ليس (فَرَّقْناهُ)، ولكن {فرَقناه}. فقرأ الحسن مخففة. قلت: مَن يحدِّثك هذا، يا أبا سعيد؟ أصحاب محمد؟ قال: فَمَن يحدِّثُنيه؟! قال: أنزل عليه بمكة قبل أن يهاجر إلى المدينة ثماني سنين، وبالمدينة عشر سنين (١)[٣٩٤١]. (ز)
٤٤١٥٣ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله:{وقُرآنًا فرقناهُ} الآية، قال: لم يُنزَّل في ليلة ولا ليلتين، ولا شهر ولا شهرين، ولا سنة ولا سنتين، كان بين أوَّلِه وآخره عشرون سنةً، وما شاء الله من ذلك (٢). (٩/ ٤٥٩)
٤٤١٥٤ - عن الحسن بن دينار: أنه كان يقرأها مثقلة: (فَرَّقْناهُ). قال: فرَّقه الله؛ فأنزله يومًا بعد يوم، وشهرًا بعد شهر، وعامًا بعد عام، حتى بلغ به ما أراد (٣). (ز)
٤٤١٥٥ - قال مقاتل بن سليمان:{وقُرْآنًا فَرَقْناهُ} يعني: قطَّعناه؛ يعني: فرقناه بين أوله وآخره عشرون سنة تترى، لم نُنَزِّله جملة واحدة، مثلها في الفرقان [٣٢]: {لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ القُرْآنُ جُمْلَةً}(٤). (ز)
٤٤١٥٦ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله:{وقرآنا فرقناه}، قال: فرَّقه؛ لم ينزله جميعًا. وقرأ:{وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة} حتى بلغ: {وأحسن تفسيرا}[الفرقان: ٣٢ - ٣٣] ينقض عليهم ما يأتون به (٥). (ز)
[٣٩٤١] انتقد ابنُ عطية (٥/ ٥٥٥) هذا القول عن الحسن مستندًا إلى عدم ثبوته، ودلالة العقل، فقال: «وهذا قول يختل؛ لا يصح عن الحسن».