للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٤٤٤٢٩ - عن إسماعيل السدي، قال: الرقيم حين رقمت أسماؤهم في الصخرة، كتب الملك فيها أسماءَهم، وكتب أنهم هلكوا في زمان كذا وكذا في مُلْك دقيوس، ثم ضربها في سور المدينة على الباب، فكان من دخل أو خرج قرأها، فذلك قوله: {أصحاب الكهف والرقيم} (١). (٩/ ٤٨٨)

٤٤٤٣٠ - قال مقاتل بن سليمان: {والرقيم} كتابٌ كتبه رجلان قاضيان صالحان، أحدهما ماتوس، والآخر أسطوس، كانا يكتمان إيمانهما، وكانا في منزل دقيوس الجبار، وهو الملك الذي فرَّ منه الفتية، وكتبا أمر الفتية في لوح من رصاص، ثم جعلاه في تابوت من نحاس، ثم جعلاه في البناء الذي سدُّوا به باب الكهف، فقالا: لعل الله - عز وجل - أن يطلع على هؤلاء الفتية؛ ليعلموا إذا قرأوا الكتاب ... {أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم}، يعني بالرقيم: الكتاب الذي كتبه القاضيان. مثل قوله - عز وجل -: {كلا إن كتاب الفجار لفي سجين كتاب مرقوم} [المطففين: ٧ - ٩]، يعني: كتاب مكتوب (٢). (ز)

٤٤٤٣١ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- قال: الرقيم كتاب، ولذلك الكتاب خبر، فلم يخبر الله عن ذلك الكتاب وعمّا فيه. وقرأ: {وما أدراك ما عليون* كتاب مرقوم* يشهده المقربون} [المطففين: ١٩ - ٢١]، {وما أدراك ما سجين* كتاب مرقوم} [المطففين: ٨ - ٩] (٣) [٣٩٦٣]. (ز)


[٣٩٦٣] اختُلِف في معنى {الرقيم}؛ فقال قوم: هو اسم قرية، أو واد. وقال غيرهم: اسم جبل أصحاب الكهف. وقال آخرون: الكتاب.
ورجَّح ابنُ جرير (١٥/ ١٦١ بتصرف) مستندًا إلى اللغة، والإسرائيليات القولَ الأخير الذي قاله ابن عباس من طريق علي، وسعيد بن جبير، وابن زيد، فقال: «وأولى الأقوال بالصواب في {الرقيم} أن يكون معنيًّا به: لوح أو حجر أو شيء كتب فيه كتاب. وقد قال أهل الأخبار: إن ذلك لوح كتب فيه أسماء أصحاب الكهف وخبرهم حين أوَوْا إلى الكهف ... وإنما الرقيم فعيلٌ، أصله: مرقوم، ثم صرف إلى فعيلٍ، كما قيل للمجروح: جريح، وللمقتول: قتيل، يقال منه: رقمت كذا وكذا: إذا كتبته، ومنه قيل للرقم في الثوب: رقم؛ لأنه الخطّ الذي يعرف به ثمنه».
وكذا رجَّحه ابنُ كثير (٩/ ١٠٧)، فقال: «وهو الظاهر من الآية». ولم يذكر مستندًا.
وعلَّق ابنُ عطية (٥/ ٥٦٨ - ٥٦٩) بعد ذكره لهذه الأقوال بقوله: «ويظهر من هذه الروايات أنهم كانوا قومًا مؤرخين للحوادث، وذلك من قبل المملكة، وهو أمر مفيد، وهذه الأقوال مأخوذة من الرّقم، ومنه: {كتاب مرقوم} [المطففين: ٩]، ومنه:» الأرقم «لتخطيطه، ومنه: رَقْمَةُ الوادي، أي: مكان جرْي الماء وانعطافه، يقال: عليك بالرقمة، وخَلِّ الضِّفة».

<<  <  ج: ص:  >  >>