للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على حصان له من الخيل، حتى وقف على شَفِير (١) البحر، وهو قائم على حاله، فهاب الحصان أن يَنفُذ، فعرض له جبريل على فرس أنثى ودِيق (٢)، فقرَّبها منه، فشَمَّها الفَحْل، فلما شَمَّها قدَّمها، فتقدم معها الحصان عليه فرعون، فلما رأى جندُ فرعون فرعون قد دخل دخلوا معه، وجبريل أمامه، وهم يتبعون فرعون، وميكائيل على فَرَس من خلف القوم يَشْحَذُهم، يقول: الحقوا بصاحبكم. حتى إذا فَصَل جبريل من البحر ليس أمامه أحد، ووقف ميكائيل على ناحيته الأخرى وليس خلفه أحد؛ طبق عليهم البحر، ونادى فرعون حين رأى مِن سلطان الله - عز وجل - وقدرته ما رأى، وعرف ذلته وخَذَلَتْه نفسه: {آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين} [يونس: ٩٠] (٣). (ز)

١٧٣٥ - قال مقاتل بن سليمان: {وإذ فرقنا بكم البحر}، وذلك أنّه فَرَق البحر يمينًا وشمالًا كالجبلين المُتَقابِلَيْن، كل واحد منهما على الآخر، وبينهما كُوًى (٤) من طريق إلى طريق، ينظر كل سِبْط إلى الآخر ليكون آنَسَ لهم، {فأنجيناكم} من الغرق، {وأغرقنا آل فرعون} يعني: أهل مصر، يعني: القبط {وأنتم تنظرون} أجدادَهم، يعلمون أنّ ذلك حق، وكان ذلك من النِّعَم (٥). (ز)

١٧٣٦ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- قال: لما أخذ عليهم فرعون الأرض إلى البحر قال لهم فرعون: قولوا لهم يدخلون البحر إن كانوا صادقين. فلما رآهم أصحاب موسى قالوا: {إنا لمدركون * قال كلا إن معي ربي سيهدين} [الشعراء: ٦١ - ٦٢]. فقال موسى للبحر: ألَسْتَ تعلمُ أني رسول الله؟ قال: بلى. قال: وتعلمُ أنّ هؤلاء عباد من عباد الله أمرني أن آتِيَ بهم؟ قال: بلى. قال: أتعلم أنّ هذا عدو الله؟ قال: بلى. قال: فانفَرِقْ لي طريقًا ولِمَن معي. قال: يا موسى، إنما أنا عبد مملوك، ليس لي أمر إلا أن يأمرني الله تعالى. فأوحى الله - عز وجل - إلى البحر: إذا ضربك موسى بعصاه فانفرِق. وأوحى إلى موسى أن يضرب البحر، وقرأ قول الله تعالى: {فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى} [طه:


(١) الشفير: الجانب. لسان العرب (شفر).
(٢) الفرس الوَدِيق: هي التي تشتهي الفحل. لسان العرب (ودق).
(٣) أخرجه ابن جرير ١/ ٦٥٦، وابن أبي حاتم ٨/ ٢٧٧٥.
(٤) الكُوى: جمع كُوَّةٍ، الخرق في الحائط. القاموس المحيط (كوى).
(٥) تفسير مقاتل بن سليمان ١/ ١٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>