للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٥١٣٨ - عن قتادة، قال: كان الحسن يقول في قوله: {إلا إبليس كان من الجن}: ألجأه إلى نسبه، فقال الله: {أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني} الآية. وهم يتوالدون كما يتوالد بنو آدم (١). (ز)

٤٥١٣٩ - عن شهر بن حوشب -من طريق سوار بن الجعد- قال: كان إبليس من الجن الذين طَرَدَتهم الملائكةُ، فأسَرَه بعضُ الملائكة، فذهب به إلى السماء (٢). (٩/ ٥٦٨)

٤٥١٤٠ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- يقول: جَنَّ عن طاعة ربه (٣). (٩/ ٥٦٨)

٤٥١٤١ - عن محمد ابن شهاب الزهري، في قوله: {إلا إبليس كان من الجن}، قال: إبليس أبو الجن، كما أن آدم أبو الإنس، وآدم من الإنس وهو أبوهم، وإبليس من الجن وهو أبوهم، وقد تبين للناس ذلك حين قال الله: {أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني} (٤). (٩/ ٥٦٧)

٤٥١٤٢ - عن سعد بن مسعود، قال: كانت الملائكة تقاتل الجنَّ، فسُبي إبليس وكان صغيرًا، فكان مع الملائكة، فتَعَبَّد معها (٥). (٩/ ٥٦٧)

٤٥١٤٣ - قال مقاتل بن سليمان: {وإذا قلنا للملائكة} يعني: وقد قلنا للملائكة: {اسجدوا لآدم فسجدوا}، ثم استثنى، فقال: {إلا إبليس كان من الجن} وهو حيٌّ من الملائكة، يُقال لهم: الجن (٦) [٤٠٢٩]. (ز)


[٤٠٢٩] أفادت الآثارُ اختلافَ المفسرين في جنس إبليس: فقيل: هو من الملائكة. وقيل: هو من الجن.
وذكر ابنُ عطية (٥/ ٦١٨) أنّ وجه التعبير عن الملائكة بالجن على القول الأول مِن حيث إنهم مستترون، وأنها صفة تعم الملائكة والشياطين، ثم وجَّه الاستثناء على القول الأول بأنّه متصل، وعلى الثاني بأنّه منقطع، ثم بيَّن أنه لا خلاف أن إبليس كان من الملائكة في المعنى؛ إذ كان مُتَصَرِّفًا بالأمر والنهي مُرْسَلًا، والملك مشتق من المألكة، وهي الرسالة، فهو في عداد الملائكة يتناوله قول {اسْجُدُوا}.
وعلَّق ابنُ كثير (٩/ ١٥٥) على الآثار الواردة في معنى: {وإذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إلا إبْلِيسَ كانَ مِنَ الجِنِّ} قائلًا: «وقد رُوي في هذا آثار كثيرة عن السلف، وغالبها من الإسرائيليات التي تنقل لينظر فيها، والله أعلم بحال كثير منها، ومنها ما قد يقطع بكذبه لمخالفته للحق الذي بأيدينا، وفي القرآن غنية عن كل ما عداه من الأخبار المتقدمة؛ لأنها لا تكاد تخلو من تبديل وزيادة ونقصان، وقد وضع فيها أشياء كثيرة، وليس لهم من الحفاظ المتقنين الذين ينفون عنها تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، كما لهذه الأمة من الأئمة والعلماء، والسادة الأتقياء».

<<  <  ج: ص:  >  >>