للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العِظَمِ كجبال تهامة، فإذا وزنوها لم تزِن شيئًا، فذلك قوله تعالى: {فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ القِيامَةِ وزْنًا} (١). (ز)

٤٥٨٩٧ - عن كعب بن عجرة، في قوله: {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا}، قال: يُجاء بالرجل يوم القيامة، فيوزن، فلا يزن حبة حنطة، ثم يوزن، فلا يزن شعيرة، ثم يوزن، فلا يزن جناح بعوضة. ثم قرأ: {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا}. يقول: ليس لهم وزن (٢). (٩/ ٦٩١)

٤٥٨٩٨ - عن كعب الأحبار، قال: يُمَثَّلُ القرآنُ لِمَن كان يعمل به في الدنيا يوم القيامة كأحسن صورة رآها؛ أحسنه وجهًا، وأطيبه ريحًا، فيقوم بجنب صاحبه، فكلما جاءه روع هدَّأ روعَه، وسكنه، وبسط له أمله، فيقول له: جزاك الله خيرًا مِن صاحب؛ فما أحسن صورتك، وأطيب ريحك! فيقول له: أما تعرفني؟ تعال فاركبني، فطالما ركبتك في الدنيا، أنا عملك، إنّ عملك كان حسنًا؛ فترى صورتي حسنة، وكان طيِّبًا؛ فترى ريحي طيبة. فيحمله، فيوافي به الرب -تبارك وتعالى-، فيقول: يا رب، هذا فلان -وهو أعرف به منه-، قد شغلتُه في أيام حياته في الدنيا؛ أظمأتُ نهاره، وأسهرت ليله، فشفِّعني فيه. فيوضع تاج الملك على رأسه، ويكسى حلة الملك، فيقول: يا رب، قد كنت أرغب له عن هذا، وأرجو له منك أفضل من هذا. فيُعطى الخلد بيمينه، والنعمة بشماله، فيقول: يا ربِّ، إن كل تاجر قد دخل على أهله من تجارته. فيشفع في أقاربه. وإذا كان كافرًا مُثِّلَ له عمله في أقبح صورة رآها وأنتنه، فكلما جاءه روع زاده روعًا، فيقول: قبحك الله مِن صاحب؛ فما أقبح صورتك، وما أنتن ريحك! فيقول: مَن أنت؟ قال: أما تعرفني؟ أنا عملُك، إنّ عملك كان قبيحًا؛ فترى صورتي قبيحة، وكان منتنًا؛ فترى ريحي منتنة. فيقول: تعال حتى أركبك، فطالما ركبتني في الدنيا. فيركبه، فيوافي به الله، فلا يقيم له وزنًا (٣). (٩/ ٦٩٠)

٤٥٨٩٩ - عن عبيد بن عمير -من طريق عمرو بن دينار- قال: يُؤتى بالرجل العظيم الطويل يوم القيامة، فيوضع في الميزان، فلا يزن عند الله جناح بعوضة. ثم تلا: {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا} (٤). (٩/ ٦٩١)


(١) تفسير الثعلبي ٦/ ٢٠١، وتفسير البغوي ٥/ ٢١١.
(٢) أخرجه هناد (٨٦٦).
(٣) أخرجه ابن أبي شيبة ١٠/ ٤٩٣ - ٤٩٥، وابن الضريس (١٠٠) واللفظ له.
(٤) أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/ ١٦٩ - ١٧٠، ٤٣٩ - ٤٤٠، وإسحاق البستي في تفسيره ص ١٦٦ (رسالة جامعية ت: عوض ب العمري) وزاد: قال سفيان: لا أدري؛ قرأ {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا}، أو لم يقرأ. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حُمَيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>