للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والسلوى} الآية، قال: ... أطعمهم المنَّ والسلوى حين بَرَزُوا إلى البَرِّيَّة، فكان المَنُّ يسقط عليهم في مَحِلَّتهم سقوط الثلج، أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، يسقط عليهم من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، فيأخذ الرجل قدر ما يكفيه يومه ذلك، فإن تعدى فسد وما يبقى عنده، حتى إذا كان يوم سادسه يوم جُمْعَته أخذ ما يكفيه ليوم سادسه ويوم سابعه فيبقي عنده؛ لأنه إذا كان يوم عيدٍ لا يَشْخَصُ فيه لأمر معيشة، ولا لطلب شيء، وهذا كله في البَرِّيَّةِ (١). (١/ ٣٧٢)

١٨٤٥ - عن إسماعيل السُّدِّيِّ -من طريق أسْباط- قال: قالوا: يا موسى، كيف لنا بماءٍ ههنا؟! أين الطعام؟! فأنزل الله عليهم المَنَّ، فكان يسقط على الشجرة الزنجبيل (٢). (١/ ٣٧٣)

١٨٤٦ - قال إسماعيل السُّدِّيُّ في {المن}: عسلٌ كان يقع على الشجر من الليل، فيأكلون منه (٣). (ز)

١٨٤٧ - عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- قال: المَنُّ: شراب كان ينزل عليهم مثل العسل، فيمزجونه بالماء، ثم يشربونه (٤). (ز)

١٨٤٨ - قال مقاتل بن سليمان: أما المَنُّ: فهو التَّرَنجبين، فكان ينزل بالليل على شجرهم، أبيض كالثلج، حلو مثل العسل (٥). (ز)

١٨٤٩ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- قال: المَنُّ: عسل كان ينزل لهم من السماء (٦) [٢٣٧]. (ز)


[٢٣٧] بيَّن ابنُ كثير (١/ ٤٠٨ - ٤٠٩) أنه لا تعارض بين أقوال المفسرين في المراد من المنِّ، ورجَّح المعنى العام الذي يشمل كل تلك الأقوال، فقال: «والغرض: أنّ عبارات المفسرين متقاربة في شرح المنِّ؛ فمنهم مَن فسره بالطعام، ومنهم مَن فسره بالشراب، والظاهر: أنّه كل ما امتن الله به عليهم من طعام وشراب وغير ذلك، مما ليس لهم فيه عمل ولا كَدّ، فالمن المشهور إن أُكِل وحده كان طعامًا وحلاوة، وإن مُزِج مع الماء صار شرابًا طيبًا، وإن رُكِّب مع غيره صار نوعًا آخر، ولكن ليس هو المراد من الآية وحده، والدليل قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين»».
وأما ابنُ عطية (١/ ٢٢٠) فذكر الأقوال الواردة في معنى المن، ثم انتقد بعضها بقوله: «وفي بعض الأقوال بُعدٌ».

<<  <  ج: ص:  >  >>