للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٦٢٩٣ - عن الحسن البصري -من طريق قتادة- قال: إنّ عيسى ويحيى التقيا، فقال يحيى لعيسى: استغفِر لي؛ أنت خيرٌ مِنِّي. فقال له عيسى: بل أنت خير مِنِّي؛ سلَّم الله عليك، وسلَّمت أنا على نفسي. فعرف -واللهِ- فضلها (١). (١٠/ ٣٠)

٤٦٢٩٤ - عن السُّدِّيّ: {وسلام عليه يوم ولد} يعني: حين ولد، {ويوم يموت} يعني: وحين يموت، {ويوم يبعث حيا} يوم القيامة (٢). (ز)

٤٦٢٩٥ - قال مقاتل بن سليمان: {وسلام عليه} يعني: على يحيى - عليه السلام - {يوم ولد} يعني: حين وُلِد، مثل قوله سبحانه: {في كتاب الله يوم خلق السماوات} [التوبة: ٣٦]، يعني: حين خلق السموات، قال عيسى - صلى الله عليه وسلم -: {ويوم أموت ويوم أبعث حيا} (٣) [مريم: ٣٣] يعني: حين أموت، وحين أبعث، {وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا} يعني: حين يُبعَث بعد الموت (٤). (ز)

٤٦٢٩٦ - عن سفيان بن عيينة -من طريق صَدَقَةُ بن الفضل- قال: أوْحَشُ ما يكون الخلقُ في ثلاثة مواطن: يوم يُولَد فيرى نفسه خارجًا مِمّا كان فيه، ويوم يموت فيرى قومًا لم يكن عاينهم، ويوم يُبْعَث فيرى نفسه في محشر عظيم. قال: فأكرم الله فيها يحيى بن زكريا، فخصَّه بالسلام عليه، فقال: {وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا} (٥) [٤١٣٩]. (ز)


[٤١٣٩] ذكر ابنُ جرير (١٥/ ٤٨١ - ٤٨٢) أنّ السلام بمعنى: الأمان، وساق أثر ابن عيينة، وأثر الحسن البصري السابق.
ورجَّح ابنُ عطية (٦/ ١٥) أنّه التحية المعروفة، فقال: «والأظهر عندي أنّها التحية المتعارفة، فهي أشرف وأشبه من الأمان؛ لأنّ الأمان مُتَحَصِّل له بنفي العصيان، وهي أقلّ درجاته، وإنما الشرف في أن سلّم الله عليه وحيّاه في المواطن التي الإنسان فيها في غاية الضعف والحاجة وقلة الحيلة والفقر إلى الله وعظيم الهول». ثم علَّق (٦/ ١٥ - ١٦) على ما أورده ابن جرير في أثر الحسن، فقال: «قال أبي?: انتزع بعض العلماء من هذه الآية في التسليم فضل عيسى بأن قال: إدْلاله في التسليم على نفسه ومكانته من الله التي اقتضت ذلك حين قرَّر وحكى في محكم التنزيل أعظم في المنزلة مِن أن يُسلّم عليه - عليه السلام -. ولكلٍّ وجْه».

<<  <  ج: ص:  >  >>