[٤١٥٢] اختُلِف في قراءة قوله: {فناداها من تحتها}؛ فقرأ قوم: «مَن»، وقرأ آخرون: {مِن}. وذكر ابنُ عطية (٦/ ٢١ - ٢٢) أن القراءة الأولى بالفتح على أن «مَن» فاعل «نادى»، والمراد بـ «مَن» عيسى. وأنّ قراءة كسر الميم تأتي على أنها لابتداء الغاية، وأنهم اختلفوا في التفسير؛ فقال بعضهم: المراد: عيسى. وقال آخرون: المراد: جبريل المجاور لها قبل. وبنحوه ابنُ جرير (١٥/ ٥٠٠ - ٥٠١). وذكر ابنُ كثير (٩/ ٢٣٣) أنّ قراءة الفتح بمعنى: الذي تحتها. وقراءة الكسر على أن {مِن} حرف جر. ورجَّح ابنُ جرير (١٥/ ٥٠٥) أن المنادِي عيسى، ثم رجَّح صحة كلتا القراءتين مستندًا إلى المعنى، فقال: «وذلك أنه إذا قرئ بالكسر كان في قوله {فناداها} ذِكرٌ من عيسى، وإذا قرئ «مَن تَحْتَها» بالفتح كان الفعل لـ «مَن»، وهو عيسى».