للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: «لَمَن لَقِي اللهَ يشهد أن لا إله إلا هو وحده، وأنّ محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ دخل الجنة». وهي عرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أبي طالب أن يقول: «لا إله إلا الله وحده، وأن محمدًا رسول الله، أشفع لك بها». فأبى اللهُ ذاك، وغلبت عليه شقوته، وقال أبو لهب: ملة الشيخ، يا ابن أخي. فقال الله: {إنك لا تهدي من أحببت} [القصص: ٥٦]، وهي التي قال الله: {من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم} الآية [النمل: ٨٩ - ٩٠]، ولا إله إلا الله كلمة الإخلاص، وهي الحسنة، والسيئة كلمة الإشراك، قال الله تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به} [النساء: ٤٨، ١١٦]، وقال: {إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة} [المائدة: ٧٢]، وكما حرم الإشراك على الجنة فكذلك حرم الإخلاص على النار، وقال: {تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا}، فكما عد (١) لهذا وأَنْكَرْنَهُ؛ فرِحْنَ ورَضِينَ لِمَن قال: لا إله إلا الله وحده، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، وهي رأس العبادة، ورأس الحكمة، ورأس الإيمان، ومفاتيح الجنة، والصراط المستقيم، وبها آمَن أهلُ السماوات وأهل الأرض (٢). (ز)

٤٧٢٦٩ - عن عبد الله بن مسعود -من طريق عون بن عبد الله- قال: إنّ الجبل يقول للجبل: يا فلان، هل مرَّ بك اليومَ ذاكرٌ لله تعالى؟ فإن قال: نعم. سُرَّ به، ثم قرأ عبد الله: {وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا} إلى قوله: {أن دعوا للرحمن ولدا}. قال: أفتُراهُنَّ يَسْمَعْنَ الزورَ، ولا يسمعن الخيرَ؟! (٣). (١٠/ ١٤٢)


(١) كذا في المطبوع والمخطوط كما ذكر محققه، ولعل الصواب: هُددن.
(٢) أخرجه الروياني في مسنده ١/ ١٨٦ - ١٨٧ (٢٤٦)، من طريق محمد بن عزيز، حدثنا سلامة، عن عقيل، عن ابن شهاب، قال: قال عقبة بن عامر به.
إسناده ضعيف؛ فيه محمد بن عزيز وسلامة بن روح، أما محمد بن عزيز فقال عنه ابن حجر في التقريب (٦١٣٩): «فيه ضعف وقد تكلموا في صحة سماعه من عمه سلامة». وأما عمّه سلامة بن روح فقال عنه ابن حجر في التقريب (٢٧١٣): «صدوق له أوهام، وقيل: لم يسمع مِن عمِّه، وإنما يُحَدِّث مِن كُتُبه».
(٣) أخرجه ابن المبارك في الزهد (٣٣٣) واللفظ له، وابن أبي شيبة ١٣/ ٣٠٥، وإسحاق البستي في تفسيره ص ٢١٠، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٥/ ٢٦١ - ٢٦٢ - ، وأبو الشيخ في العظمة (١١٨٥)، والطبراني (٨٥٤٢)، والبيهقي في شعب الإيمان (٥٣٧، ٥٣٨، ٦٩١). وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وأحمد في الزهد. وفي بعض هذه المصادر أن المستشهد بالآية هو عون، وكذا أورده السيوطي في الدر.

<<  <  ج: ص:  >  >>