للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٧٤٣٢ - عن زيد بن أسلم -من طريق حفص بن ميسرة- في قوله - عز وجل -: {يعلم السر وأخفى}، قال: يعلم أسرار العباد، وأخفى سرَّه فلا يُعلَم (١) [٤٢٣٦]. (١٠/ ١٦٢)

٤٧٤٣٣ - قال مقاتل بن سليمان: {وإن تجهر بالقول} يعني: النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، وإن تُعْلِن بالقول {فإنه يعلم السر} يعني: ما أسرَّ العبدُ في نفسه، {و} ما {أخفى} مِن السِّرِّ، ما لا يعلم أنه يعلمه (٢)، وهو عامله، فيعلم الله ذلك كلَّه (٣) [٤٢٣٧]. (ز)

٤٧٤٣٤ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {يعلم السر وأخفى}، قال: يعلم أسرار العباد، وأخفى سِرَّه فلا يُعلَم (٤) [٤٢٣٨]. (ز)


[٤٢٣٦] وجّه ابن جرير (١٦/ ١٦) قول زيد وابنه عبد الرحمن، فقال: «وكأنّ الذين وجهوا تأويل ذلك إلى أن السِّرَّ هو: ما حدث به الإنسانُ غيره سِرًّا، وأن أخفى: معناه: ما حدث به نفسه، وجهوا تأويل أخفى إلى الخفي».
وانتقد ابنُ عطية (٦/ ٨٠) هذا القول، فقال: «وقد تُؤُوِّل على بعض السلف أنه جعل {وأَخْفى} فعلًا ماضيًا، وهذا ضعيف».
[٤٢٣٧] قال ابنُ عطية (٦/ ٨٠): «المخاطبة بـ {تَجْهَرْ} لمحمد - صلى الله عليه وسلم -، وهي مراد بها جميع الناس؛ إذ هي آية اعتبار».
[٤٢٣٨] للسلف في تفسير قوله: {وأخفى} ثلاثة أقوال: الأول: أنه ما حدَّث الإنسان به نفسه ولم يعمله. الثاني: أنه ما علمَ الله مما هو كائن. الثالث: {وأخفى} فعل ماضٍ، والمعنى: أن الله أخفى سرَّه عن عباده فلا يعلمه أحد منهم. وهو قول ابن زيد.
وقد رجّح ابن جرير (١٦/ ١٦ - ١٧) مستندًا إلى ظاهر الآية والدلالة العقلية القولَ الثاني، وانتقد قول ابن زيد مستندًا إلى اللغة، فذكر أنّ المعنى أن الله «يعلم السر وأخفى من السر؛ لأن ذلك هو الظاهر من الكلام، ولو كان معنى ذلك ما تأوله ابن زيد لكان الكلام: وأخفى الله سرَّه. لأنّ» أخفى «فعلٌ واقعٌ مُتَعَدِّ، إذ كان بمعنى» فعَل «على ما تأوله ابن زيد، وفي انفراد أخفى من مفعوله، والذي يعمل فيه لو كان بمعنى» فعَل «الدليل الواضح على أنه بمعنى أفعل، وأن تأويل الكلام: فإنه يعلم السر وأخفى منه. فإذ كان ذلك تأويله فالصواب من القول في معنى أخفى من السر أن يُقال: هو ما علم الله مما خفي عن العباد، ولم يعلموه مما هو كائن ولما يكن؛ لأنّ ما ظهر وكان فغير سِرٍّ، وأن ما لم يكن وهو غير كائن فلا شيء، وأن ما لم يكن وهو كائن فهو أخفى من السر، لأن ذلك لا يعلمه إلا الله، ثم مَن أعلمه ذلك من عباده».

<<  <  ج: ص:  >  >>