[٤٢٥٨] أفادت الآثار اختلاف السلف في تفسير قوله: {وألقيت عليك محبة مني} على قولين: الأول: أنه حببه إلى عباده، ورَزَقه القبول بينهم. الثاني: أنه حسّن خَلْقَه. وقد رجّح ابنُ جرير (١٦/ ٥٨) القول الأول لظاهر اللفظ، فقال: «والذي هو أولى بالصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله ألقى محبته على موسى، كما قال -جل ثناؤه-: {وألقيت عليك محبة مني}، فحببه إلى آسية امرأة فرعون حتى تبنته وغذته وربته، وإلى فرعون حتى كفَّ عنه عاديته وشرَّه. وقد قيل: إنما قيل: {وألقيت عليك محبة مني} لأنه حببه إلى كل من رآه. ومعنى {وألقيت عليك محبة مني}: حببتك إليهم، يقول الرجل لآخر إذا أحبه: ألقيت عليك رحمتي، أي: محبتي». ووافق ابنُ عطية (٦/ ٩٥) ابنَ جرير، فقال: «وأقوى الأقوال: أنّه القبول».