ورجَّح ابنُ جرير (١٦/ ٢٧٤ بتصرف) مستندًا إلى السنة، وظاهر الآية القولَ الأول الذي قاله سعيد بن جبير، والسدي، وقتادة، وعكرمة، فقال: «وإنما قلنا ذلك لدلالة قوله تعالى: {سأريكم آياتي فلا تستعجلون} على ذلك، ولحديث أبي هريرة ... » وساق حديث أبي هريرة الوارد في الآثار المتعلقة بالآية. وانتقد ابنُ عطية (٦/ ١٦٩) القول الثاني مستندًا لمخالفته لظاهر الآية، فقال: «وهذا قول ضعيف، ومعناه لا يناسب معنى الآية». وكذا (٦/ ١٦٩) توجيه أهل العربية له بأن التعجل كان في الأمر -مستندًا إلى الدلالات العقلية- بأن فيه تخصيص ابن آدم بشيء كل مخلوق يشاركه فيه. وبنحوه ابنُ جرير (١٦/ ٢٧٣). وحكى ابنُ عطية (٦/ ١٦٨) في الآية أقوالًا أخرى: أحدها: أن قوله {خلق الإنسان من عجل} على المقلوب. وعلَّق عليه بقوله: «كأنه أراد: خُلق العجل مِن الإنسان، على معنى: أنه جعل طبيعة من طبائعه، وجزءًا من أخلاقه. ثم قال:» وهذا التأويل ليس فيه مبالغة، وإنما هو إخبار مجرد، وإنما حمل قائليه عليه عدمهم وجه التجوز والاستعارة في أن يبقى الكلام على ترتيبه «. وانتقده ابنُ جرير (١٦/ ٢٧٤) مستندًا لمخالفته الإجماع. وثانيها: أن العجل: الطين، والمعنى: خلق آدم من طين. وانتقده (٦/ ١٦٩ بتصرف) مستندًا لمخالفته ظاهر الآية، فقال:» وهذا ضعيف، ومعناه مغاير لمعنى الآية «. وثالثها: أن قوله: {خلق الإنسان من عجل} على جهة المبالغة، كما تقول للرجل البطال: أنت مِن لعب ولهو. ورجَّحه (٦/ ١٦٧ - ١٦٨ بتصرف) مستندًا إلى ظاهر الآية، فقال:» وهذا التأويل يتمُّ به معنى الآية المقصود في أن ذُمَّت عجلتهم، وقيل لهم على جهة الوعيد: إن الآيات ستأتي فَلا تستعجلون".