ورجَّح ابنُ جرير (١٦/ ٢٨٨) القول الثاني مستندًا إلى الأغلب في اللغة، وانتقد الأول، فقال: «وذلك لدخول الواو في الضياء، ولو كان الفرقان هو التوراة -كما قال مَن قال ذلك- لكان التنزيل: ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان ضياء. لأن الضياء الذي آتى الله موسى وهارون هو التوراة التي أضاءت لهما ولمن اتبعهما أمر دينهم -فبصرهم الحلال والحرام، ولم يقصد بذلك في هذا الموضع ضياء الإبصار. وفي دخول الواو في ذلك دليل على أنّ الفرقان غير التوراة التي هي ضياء. فإن قال قائل: وما ينكر أن يكون الضياء مِن نعت الفرقان، وإن كانت فيه واوٌ، فيكون معناه: وضياء آتيناه ذلك، كما قال: { ... بزينة الكواكب وحفظا} [الصافات: ٦ - ٧]؟ قيل له: إنّ ذلك وإن كان الكلام يحتمله، فإن الأغلب من معانيه ما قلنا، والواجب أن يُوَجَّه معاني كلام الله إلى الأغلب الأشهر مِن وجوهها المعروفة عند العرب، ما لم يكن بخلاف ذلك ما يجب التسليم له مِن حُجَّة خبر، أو عقل». وذكر ابنُ عطية (٦/ ١٧٤) أنّ قراءة ابن عباس {ضياء} بغير واو تؤيد القول الأول.