للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إنما كان كَرْمًا، نفشت فيه الغنمُ فلم تَدَعْ فيه ورقةً ولا عنقودًا مِن عِنَب إلا أكلته، فأتوا داود، فأعطاهم رقابها، فقال سليمان: إنّ صاحب الكرم قد بقي له أصلُ أرضه وأصل كرمه! بل تؤخذ الغنم فيُعطاها أهل الكرم، فيكون لهم لبنها وصوفها ونفعها، ويعطى أهل الغنم الكرم ليعمروه ويصلحوه، حتى يعود كالذي كان ليلة نفشت فيه الغنم، ثم يعطى أهل الغنم غنمهم، وأهل الكرم كرمهم (١). (١٠/ ٣٢٠)

٤٩٤١٦ - عن مرة [الهمداني]-من طريق أبي إسحاق- في قوله: {إذ يحكمان في الحرث}، قال: كان الحرث نبتًا، فنفشت فيه ليلًا، فاختصموا فيه إلى داود، فقضى بالغنمِ لأصحاب الحرث، فمروا على سليمان، فذكروا ذلك له، فقال: لا، تَدْفَعُ الغنمَ فيصيبون منها، ويقوم هؤلاء على حرثهم، فإذا عاد كما كان ردُّوا عليهم. فنزلت: {ففهمناها سليمان} (٢). (١٠/ ٣١٩)

٤٩٤١٧ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في الآية، قال: أعطاهم داودُ رِقاب الغنم بالحرث، وحكم سليمان بجِزَّةِ (٣) الغنم وألبانها لأهل الحرث، وعليهم رعاؤها، ويحرث لهم أهل الغنم حتى يكون الحرث كهيئته يوم أُكِل، ثم يدفعونه إلى أهله، ويأخذون غنمهم (٤). (١٠/ ٣٢١)

٤٩٤١٨ - عن عامر الشعبي -من طريق ابن أبي خالد- في قوله: {إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين}، قال: قضى داود لصاحب الحرث برقاب الغنم، فمروا على سليمان فقال: أي شيء قضى بينكم نبيُّ الله؟ فأخبروه، فقال: ليس هكذا، ولكن ادفعوا الغنم إلى صاحب الحرث ليصيب مِن رَسْلِها، يرتهنها، ويعمل صاحب الغنم في حرثه حتى يبلغ الحال التي كان فيها حين أفسدته الغنم، فيرد عليه غنمه، فذلك قوله: {ففهمناها سليمان} (٥). (ز)

٤٩٤١٩ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في الآية، قال: النفش بالليل، والهمل بالنهار. ذُكِر لنا: أنّ غنم القوم وقعت في زرع ليلًا، فرفع ذلك إلى داود،


(١) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ٢٦ - ٢٧، وابن أبي شيبة (ت: محمد عوامة) ١٤/ ٣٢٦ (٢٨٥٥٨) مختصرًا، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٥/ ٣٥٠ - . وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(٢) أخرجه ابن جرير ١٦/ ٣٢٠، ٣٢٤.
(٣) الجِزَّة -بالكسر-: ما يُجَزُّ من صُوف الشّاة في كل سنة. النهاية (جزز).
(٤) أخرجه عبد الرزاق (١٨٤٣٥)، وابن جرير ١٦/ ٣٢٣ - ٣٢٤. وعلقه يحيى بن سلّام ١/ ٣٢٨.
(٥) أخرجه إسحاق البستي في تفسيره ص ٣١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>