للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابنُها، لا تَشُقُّه. فقضى به للصغرى» (١). (١٠/ ٣٢٥)

٤٩٤٣٨ - عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- قال: إنّ امرأة حسناء مِن بني إسرائيل راوَدَها عن نفسها أربعةٌ مِن رؤسائهم، فامتنعت على كلِّ واحد منهم، فاتفقوا فيما بينهم عليها، فشهدوا عليها عند داود أنّها مكنت مِن نفسها كلبًا لها قد عَوَّدَتْه ذلك منها، فأمَرَ برجمها، فلما كان عَشِيَّة ذلك اليوم جلس سليمان، واجتمع معه وِلْدانٌ مثلُه، فانتصب حاكمًا، وتَزَيّا أربعةٌ منهم بزي أولئك، وآخر بزي المرأة، وشهدوا عليها بأنّها مكنت من نفسها كلبها، فقال سليمان: فرِّقوا بينهم. فسأل أولهم: ما كان لون الكلب؟ فقال: أسود. فعزله، واستدعى الآخرَ، فسأله عن لونه، فقال: أحمر. وقال الآخر: أغبش. وقال الآخر: أبيض. فأمر عند ذلك بقتلهم. فحُكِي ذلك لداود، فاستدعى مِن فوره أولئك الأربعة، فسألهم متفرقين عن لون ذلك الكلب، فاختلفوا فيه، فأمر بقتلهم (٢). (١٠/ ٣٢٦)

٤٩٤٣٩ - عن حميد الطويل: أنّ إياس بن معاوية لَمّا استقضى آتاه الحسنُ، فرآه حزينًا، فبكى إياس، فقال: ما يبكيك؟! فقال: يا أبا سعيد، بلغني: أنّ القضاة ثلاثة؛ رجل اجتهد فأخطأ فهو في النار، ورجل مال به الهوى فهو في النار، ورجل اجتهد فأصاب فهو في الجنة. فقال الحسن: إنّ فيما قصَّ اللهُ مِن نبأ داود ما يَرُدُّ ذلك. ثم قرأ: {وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث} حتى بلغ: {وكلا آتينا حكما وعلما}. فأثنى على سليمان، ولم يذُمَّ داود. ثم قال: أخذ الله على الحكام ثلاثة؛ ألا يشتروا ثمنًا قليلًا، ولا يَتَّبِعوا الهوى، ولا يخشوا الناس. ثم تلا هذه الآية: {يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض} [ص: ٢٦] الآية، وقال: {فلا تخشوا الناس واخشون} [المائدة: ٤٤]، وقال: {ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا} [المائدة: ٤٤] (٣) [٤٣٧٥]. (١٠/ ٣٢٨)


[٤٣٧٥] ذكر ابنُ كثير (٩/ ٤٢٢) هذا الأثر، ثم أردف مُعَلِّقًا: «قلتُ: أمّا الأنبياء? فكلهم معصومون مُؤَيَّدُون من الله - عز وجل -، وهذا مِمّا لا خلاف فيه بين العلماء المحققين مِن السلف والخلف، وأمّا مِن سواهم فقد ثبت في صحيح البخاري عن عمرو بن العاص أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر». فهذا الحديثُ يرد نَصًّا ما توهمه إياسٌ مِن أنّ القاضي إذا اجتهد فأخطأ فهو في النار».

<<  <  ج: ص:  >  >>