للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثلاث مرات، فلم يُجِبه أحد، فقال: تفسير هذه الآية: أنّ الله - عز وجل - إذا أدخل أهل الجنة [الجنة]، ورأوا ما فيها من النعيم؛ ذكروا الموت، فيخافون أن يكون آخر ذلك الموت، فيحزنهم ذلك، وأهل النار إذا دخلوا النار، ورأوا ما فيها من العذاب؛ يرجون أن يكون آخر ذلك الموت، فأراد الله - عز وجل - أن يقطع حزن أهل الجنة، ويقطع رجاء أهل النار، فيبعث الله - عز وجل - ملكًا -وهو جبريل - عليه السلام - ومعه الموت في صورة كبش أملح، فيُشْرِف به على أهل الجنة، فينادي: يا أهل الجنة. فيسمع أعلاها درجة وأسفلها درجة، والجنة درجات، فيجيبه أهل الجنة، فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت. قال: ثم ينصرف به إلى النار، فيشرف به عليهم، فينادى أهل النار، فيسمع أعلاها دركًا، وأسفلها دركًا، يرده إلى مكان مرتفع بين الجنة والنار حيث ينظر إليه أهل الجنة، وأهل النار، فيقول الملك: إنّا ذابحوه، فيقول أهل الجنة بأجمعهم: نعم. لكي يأمنوا الموت، ويقول أهل النار بأجمعهم: لا. لكي يذوقوا الموت، قال: فيعمد الملك إلى الكبش الأملح -وهو الموت- فيذبحه، وأهل الجنة وأهل النار ينظرون إليه، فينادى الملك: يا أهل الجنة، خلود لا موت فيه. فيأمنون الموت، فذلك قوله تعالى: {لا يحزنهم الفزع الأكبر}، ثم ينادى الملك: يا أهل النار، خلود لا موت فيه. قال ابن عباس: فلولا ما قضى الله - عز وجل - على أهل الجنة مِن الخلود في الجنة لماتوا مِن فرحتهم تلك، ولولا ما قضى الله - عز وجل - على أهل النار مِن تعمير الأرواح في الأبدان لماتوا حزنًا، فذلك قوله - عز وجل -: {وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر} [مريم: ٩٣]، يعني: إذ وجب لهم العذاب، يعني: ذبح الموت، فاستيقنوا الخلود في النار والحسرة والندامة، فذلك قول الله - عز وجل - للمؤمنين: {لا يحزنهم الفزع الأكبر}، يعني: الموت بعد ما دخلوا الجنة (١). (ز)

٤٩٨١٨ - عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن السائب- في قوله: {لا يحزنهم الفزع الأكبر}، قال: النار إذا أطْبَقَتْ على أهلها (٢). (١٠/ ٣٩٣)

٤٩٨١٩ - قال الضحاك بن مزاحم: هو أن تطبق عليهم جهنم، وذلك بعد أن يخرج الله منها مَن يُرِيد أن يُخرِجه (٣). (ز)


(١) أخرجه مقاتل بن سليمان ٣/ ٩٥.
(٢) أخرجه ابن جرير ١٦/ ٤٢١. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(٣) تفسير الثعلبي ٦/ ٣١١، وتفسير البغوي ٥/ ٣٥٧ واللفظ له.

<<  <  ج: ص:  >  >>