[٤٤١٢] أفادت الآثار اختلاف السلف في معنى قوله: {السجل} على ثلاثة أقوال: الأول: أنه اسم ملك. الثاني: أنه اسم كاتب كان يكتب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. الثالث: أنه الصحيفة التي يكتب فيها. ووجّه ابنُ عطية (٦/ ٢٠٦) المعنى على القول الثالث، فقال: «والمعنى {كطي السجل} أي: كما يطوى السجل من أجل الكتاب الذي فيه، فالمصدر مضاف إلى المفعول، ويحتمل أن يكون المصدر مضافًا إلى الفاعل، أي: كما يطوي السجل الكتاب الذي هو فيه، فكأنه قال: يوم نطوي السماء كالهيئة التي فيها طي السجل للكتاب. ففي التشبيه تَجَوُّز». وقد رجّح ابنُ جرير (١٦/ ٤٢٥) مستندًا إلى اللغة القول الثالث، وانتقد مستندًا إلى الواقع القولين الآخرين، فقال: «لأنّ ذلك هو المعروف في كلام العرب، ولا يعرف لنبينا - صلى الله عليه وسلم - كاتب كان اسمه السجل، ولا في الملائكة ملك ذلك اسمه». ووافقه ابنُ كثير (٩/ ٤٥٥ بتصرف) بقوله: «والصحيح عن ابن عباس: أن السجل هي الصحيفة، واختاره ابن جرير؛ لأنه المعروف في اللغة، فعلى هذا يكون معنى الكلام: {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب} أي: على هذا الكتاب، بمعنى: المكتوب، كقوله: {فلما أسلما وتله للجبين} [الصافات: ١٠٣]، أي: على الجبين، وله نظائر في اللغة». وانتقد ابنُ عطية (٦/ ٢٠٦) القول الأول والثاني بقوله: «وهذا كله وما شاكله ضعيف».