للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٩٨٥١ - عن أبي جعفر الباقر، قال: السجل: ملك، وكان هاروت وماروت مِن أعوانه، وكان له كل يوم ثلاث لمحات ينظرهن في أمِّ الكتاب، فنظر نظرة لم تكن له، فأبصر فيها خلقَ آدم وما فيه مِن الأمور، فأَسَرَّ ذلك إلى هاروت وماروت، فلما قال تعالى: {إني جاعل في الأرض خليفة} قالوا: {أتجعل فيها من يفسد فيها} [البقرة: ٣٠]. قال: ذلك استطالة على الملائكة (١) [٤٤١١]. (١٠/ ٣٩٦)

٤٩٨٥٢ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قوله: {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب}، قال: كطي الصحيفة فيها الكتاب (٢). (ز)

٤٩٨٥٣ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق سفيان- قال: السجل: ملك موكل بالصحف، فإذا مات الإنسان دُفعَ كتابُه إلى السجل، فطواه، ورفعه إلى يوم القيامة (٣). (١٠/ ٣٩٦)

٤٩٨٥٤ - قال إسماعيل السُّدِّيّ: السجل: ملك يكتب أعمال العباد، فإذا صعد بالاستِغفار قال الله سبحانه: اكتبها نورًا (٤). (ز)

٤٩٨٥٥ - قال مقاتل بن سليمان: ثم قال: {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب}، يعني: كطي الصحيفة فيها الكتاب (٥) [٤٤١٢]. (ز)


[٤٤١١] قال ابنُ كثير (١/ ١٠٢): «هذا أثر غريب، وبتقدير صحته إلى أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين الباقر فهو نقله عن أهل الكتاب، وفيه نكارة توجب رده».
[٤٤١٢] أفادت الآثار اختلاف السلف في معنى قوله: {السجل} على ثلاثة أقوال: الأول: أنه اسم ملك. الثاني: أنه اسم كاتب كان يكتب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. الثالث: أنه الصحيفة التي يكتب فيها.
ووجّه ابنُ عطية (٦/ ٢٠٦) المعنى على القول الثالث، فقال: «والمعنى {كطي السجل} أي: كما يطوى السجل من أجل الكتاب الذي فيه، فالمصدر مضاف إلى المفعول، ويحتمل أن يكون المصدر مضافًا إلى الفاعل، أي: كما يطوي السجل الكتاب الذي هو فيه، فكأنه قال: يوم نطوي السماء كالهيئة التي فيها طي السجل للكتاب. ففي التشبيه تَجَوُّز».
وقد رجّح ابنُ جرير (١٦/ ٤٢٥) مستندًا إلى اللغة القول الثالث، وانتقد مستندًا إلى الواقع القولين الآخرين، فقال: «لأنّ ذلك هو المعروف في كلام العرب، ولا يعرف لنبينا - صلى الله عليه وسلم - كاتب كان اسمه السجل، ولا في الملائكة ملك ذلك اسمه».
ووافقه ابنُ كثير (٩/ ٤٥٥ بتصرف) بقوله: «والصحيح عن ابن عباس: أن السجل هي الصحيفة، واختاره ابن جرير؛ لأنه المعروف في اللغة، فعلى هذا يكون معنى الكلام: {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب} أي: على هذا الكتاب، بمعنى: المكتوب، كقوله: {فلما أسلما وتله للجبين} [الصافات: ١٠٣]، أي: على الجبين، وله نظائر في اللغة».
وانتقد ابنُ عطية (٦/ ٢٠٦) القول الأول والثاني بقوله: «وهذا كله وما شاكله ضعيف».

<<  <  ج: ص:  >  >>