للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

«اعملوا وأبشِروا، فوالذي نفس محمد بيده، ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير، أو كالرَّقْمة في ذراع الدابة» (١).

(١٠/ ٤١٣)

٤٩٩٩١ - عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَمّا فرغ الله مِن خلق السماوات والأرض خَلَق الصُّور، فأعطاه إسرافيل، فهو واضعه على فيه، شاخصٌ ببصره إلى العرش ينتظر متى يُؤمَر». قال أبو هريرة: يا رسول الله، وما الصور؟ قال: «قرن». قال: وكيف هو؟ قال: «قرن عظيم ينفخ فيه ثلاث نفخات؛ الأولى: نفخة الفزع، والثانية: نفخة الصعق، والثالثة: نفخة القيام لرب العالمين، يأمر الله - عز وجل - إسرافيل بالنفخة الأولى، فيقول: انفخ نفخة الفزع. فيفزع أهل السماوات والأرض إلا مَن شاء الله، ويأمره الله فيديمها ويطولها فلا يفتر، وهي التي يقول الله: {ما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق} [ص: ١٥]، فيُسَيِّر اللهُ الجبالَ فتكون سرابًا، وتُرَجُّ الأرضُ بأهلها رجًّا، وهي التي يقول الله: {يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قلوب يومئذ واجفة} [النازعات: ٦ - ٧]، فتكون الأرض كالسفينة الموبقة في البحر تضربها الأمواج، تكفأ بأهلها، أو كالقنديل المعلق بالعرش، ترجحه الأرواح، فيميد الناس على ظهرها، فتذهل المراضع، وتضع الحوامل، وتشيب الولدان، وتطير الشياطين هاربة حتى تأتي الأقطار، فتلقاها الملائكة، فتضرب وجوهها فترجع، ويُوَلِّي الناسُ مدبرين، يُنادي بعضهم بعضًا، وهو الذي يقول الله: {يوم التناد يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم ومن يضلل الله فما له من هاد} [غافر: ٣٢ - ٣٣]. فبينما هم على ذلك إذ تَصَدَّعت الأرضُ مِن قطر إلى قطر، فرأوا أمرًا عظيمًا، وأخذهم لذلك من الكَرْب ما الله أعلم به، ثم نظروا إلى السماء؛ فإذا هي كالمهل، ثم خسف شمسها، وخسف قمرها، وانتثرت نجومها، ثم كشطت عنهم». قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «والأموات لا يعلمون بشيء من ذلك». فقال أبو هريرة: فمَن استثنى الله حين يقول: {ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله} [النمل: ٨٧]؟ قال: «أولئك الشهداء، وإنّما يَصِلُ الفزعُ إلى الأحياء، أولئك أحياء عند ربهم يرزقون، وقاهم الله فزع ذلك اليوم وآمنهم، وهو عذاب الله يبعثه على شرار خلقه، وهو الذي يقول: {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم} إلى قوله: {ولكن عذاب الله شديد}» (٢). (ز)


(١) أخرجه الترمذي ٥/ ٣٨٨ - ٣٨٩ (٣٤٤١)، وابن جرير ١٦/ ٤٤٩ - ٤٥٠.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح».
(٢) أخرجه الطبراني في الأحاديث الطوال ص ٢٦٦ (٣٦)، وأبو الشيخ في العظمة ٣/ ٨٢١ - ٨٣٨ (٣٨٦)، وابن جرير ٣/ ٦١١ - ٦١٣، ١٦/ ٤٤٧ - ٤٤٩، ١٨/ ١٣٢ - ١٣٣، ١٩/ ٤٥١ - ٤٥٢، ٢٠/ ٣٣ - ٣٤، ٢٠/ ٢٥٦ - ٢٥٧، ٢٠/ ٣١٧ - ٣١٨، وابن أبي حاتم ٩/ ٢٩٢٨ - ٢٩٣٢ (١٦٦٢١، ١٦٦٢٧ - ١٦٦٢٩)، والثعلبي ٧/ ٢٢٧ - ٢٢٨.
قال ابن جرير ١٦/ ٤٤٧: «خبر في إسناده نظر». وقال الثعلبي: «حديث جامع صحيح». وقال القرطبي في التذكرة ص ٥٠٩: «وصحّحه ابن العربي في سراج المريدين». وقال ابن كثير في البداية والنهاية ١٩/ ٣٢٢ - ٣٢٣: «هذا حديث مشهور، رواه جماعة من الأئمة في كتبهم ... من طرق متعددة، عن إسماعيل بن رافع قاص أهل المدينة، وقد تكلم فيه بسببه. وفي بعض سياقاته نكارة واختلاف ... وإسماعيل بن رافع المديني ليس من الوضاعين، وكأنه جمع هذا الحديث من طرق وأماكن متفرقة، وساقه سياقة واحدة، فكان يقص به على أهل المدينة. وقال الحافظ أبو موسى المديني بعد إيراده له بتمامه: وهذا الحديث وإن كان في إسناده من تُكُلِّم فيه، فعامة ما فيه يروى مفرقًّا بأسانيد ثابتة». وقال ابن حجر في الفتح ١١/ ٣٧١: «سنده ضعيف مضطرب».

<<  <  ج: ص:  >  >>