ونقل ابنُ عطية (٦/ ٢٢٨ - ٢٢٩) قولًا أنّ معنى {يُصهَر}: يُعْصَر، وانتقده قائلًا: «وهذه العبارة قلقة». غير أنه التمس له وجْهًا يمكن أن يُحمَل عليه، فقال: «وإنما يُشْبِه -فيمن قال: يعصر- أنه أراد أن الحميم بحرارته يهبط -كلما يُلْقى- في الجوف ويكشطه ويَسْلِتُه». [٤٤٤٧] انتقد ابنُ جرير (١٦/ ٤٩٥ - ٤٩٦) مستندًا إلى مخالفة السنة وأقوال السلف قولَ عبد الله بن السري، ومقاتل، ويحيى بن سلام في تفسيره لقوله تعالى: {ولَهُمْ مَقامِعُ}، فقال مستدلًّا بحديث أبي هريرة: «والخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي ذكرنا يدُلُّ على خلاف ما قال هذا القائل، وذلك أنّه - صلى الله عليه وسلم - أخبر أن الحميم إذا صُبَّ على رءوسهم نَفَذَ الجُمْجُمة حتى يَخْلُص إلى أجوافهم، وبذلك جاء تأويل أهل التأويل، ولو كانت المقامع قد ثقبتْ رءوسهم قبل صَبِّ الحميم عليها لم يكن لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إنّ الحميم يَنفُذُ الجمجمة» معنًى، ولكن الأمر في ذلك بخلاف ما قال هذا القائل».