للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٠٢٤٢ - قال مقاتل بن سليمان: {يصب من فوق رؤوسهم الحميم} إذا ضربه الملَك بالمِقْمَعة (١) ثقب رأسه، ثم صبَّ فيه الحميم الذي قد انتهى حره، {يصهر} يعني: يُذاب {به} يعني: بالحميم {ما في بطونهم والجلود} يقول: وتنضج الجلود (٢). (ز)

٥٠٢٤٣ - قال عبد الملك ابن جُرَيج -من طريق حجاج- {يصهر به}، قال: ما قُطِع لهم من العذاب (٣) [٤٤٤٦]. (ز)

٥٠٢٤٤ - عن فضيل بن عبد الوهاب، قال: سمعت شَرِيك [بن عبد الله القاضي]، في قوله: {يصهر}، قال: ينضج (٤). (ز)

٥٠٢٤٥ - عن عبد الله بن السري، قال: يأتيه الملَك يحمل الإناء بكلبتين مِن حرارته، فاذا أدناه من وجهه يكرهه، فيرفع مِقْمَعَةً معه، فيضرب بها رأسَه، فيُفْرِغ دماغه، ثم يُفرِغ الإناء مِن دماغه، فيَصِلُ إلى جوفه مِن دماغه، فذلك قوله: {يصهر به ما في بطونهم والجلود} (٥) [٤٤٤٧]. (١٠/ ٤٤١)


[٤٤٤٦] لم يذكر ابنُ جرير (١٦/ ٤٩٦ - ٤٩٧) في معنى: {يُصْهَرُ بِهِ} سوى قول مجاهد، وابن جريج، وقتادة، وابن عباس من طريق العوفي، وما في معناه.
ونقل ابنُ عطية (٦/ ٢٢٨ - ٢٢٩) قولًا أنّ معنى {يُصهَر}: يُعْصَر، وانتقده قائلًا: «وهذه العبارة قلقة». غير أنه التمس له وجْهًا يمكن أن يُحمَل عليه، فقال: «وإنما يُشْبِه -فيمن قال: يعصر- أنه أراد أن الحميم بحرارته يهبط -كلما يُلْقى- في الجوف ويكشطه ويَسْلِتُه».
[٤٤٤٧] انتقد ابنُ جرير (١٦/ ٤٩٥ - ٤٩٦) مستندًا إلى مخالفة السنة وأقوال السلف قولَ عبد الله بن السري، ومقاتل، ويحيى بن سلام في تفسيره لقوله تعالى: {ولَهُمْ مَقامِعُ}، فقال مستدلًّا بحديث أبي هريرة: «والخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي ذكرنا يدُلُّ على خلاف ما قال هذا القائل، وذلك أنّه - صلى الله عليه وسلم - أخبر أن الحميم إذا صُبَّ على رءوسهم نَفَذَ الجُمْجُمة حتى يَخْلُص إلى أجوافهم، وبذلك جاء تأويل أهل التأويل، ولو كانت المقامع قد ثقبتْ رءوسهم قبل صَبِّ الحميم عليها لم يكن لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إنّ الحميم يَنفُذُ الجمجمة» معنًى، ولكن الأمر في ذلك بخلاف ما قال هذا القائل».

<<  <  ج: ص:  >  >>