للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أتاه، فقال: إنّ الذي سألتُك عنه قد ابتُلِيت به. فأنزل اللهُ هذه الآية في سورة النور: {والذين يرمون أزواجهم} حتى بلغ {أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين}. فبدأ بالرجل، فوَعَظَه وذَكَّره، وأخبره أنّ عذاب الدنيا أهونُ مِن عذاب الآخرة، فقال: والذي بعثك بالحق، ما كَذَبْتُك. ثم ثَنّى بالمرأة، فوعظها وذَكَّرها، وأخبرها أنّ عذاب الدنيا أهونُ مِن عذاب الآخرة، فقالت: والذي بعثك بالحقِّ، إنّه لَكاذب. فبدأ بالرجل، فشهد أربع شهادات بالله أنه لَمِن الصادقين، والخامسة أنّ لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، ثم ثنى بالمرأة، فشهِدت أربع شهادات بالله أنّه لمن الكاذبين، والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين (١). (١٠/ ٦٥٥)

٥٢٤٧٩ - عن سهل بن سعد، قال: جاء عُوَيْمِر إلى عاصم بن عدِيٍّ، فقال: سَل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أرأيتَ رجلًا وجَد معَ امرأته رجلًا، فقتله، أيُقْتَل به، أم كيف يُصْنَع؟ فسأل عاصم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فعاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسائل، فلقيه عُوَيْمِر، فقال: ما صنعت؟ قال: إنك لم تأتني بخير؛ سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فعاب المسائل. فقال عويمر: واللهِ، لآتينَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولأسألنه. فأتاه، فوجده قد أُنزِل عليه، فدعا بهما، فلاعن بينهما، قال عُوَيْمِر: إن انطلقت بها -يا رسول الله- لقد كذبت عليها. ففارقها قبل أن يأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فصارت سُنَّة المتلاعنَين، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «أبصِروها؛ فإن جاءت به أسْحَم (٢)، أدعَج العينين (٣)، عظيم الأليتين فلا أراه إلا قد صدق، وإن جاءت به أُحَيْمِر، كأنّه وحَرة (٤)، فلا أراه إلا كاذبًا». فجاءت به على النعت المكروه (٥). (١٠/ ٦٥٧)

٥٢٤٨٠ - عن أنس، قال: لَأولُ لعانٍ كان في الإسلام أنّ شريك بن سَحْماء قذفه هلالُ بن أمية بامرأته، فرفعته إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أربعة


(١) أخرجه مسلم ٢/ ١١٣٠ (١٤٩٣)، وأحمد ٨/ ٣١٩ - ٣٢٠ (٤٦٩٣)، ٩/ ٥٢ - ٥٣ (٥٠٠٩) واللفظ له، وابن جرير ١٧/ ١٨٤.
(٢) الأسحم: الأسود. النهاية (سحم).
(٣) أدْعج العينين: شديد سواد العينين شديد بياضهما. انظر: النهاية (دعج).
(٤) الوَحَرة: دُوَيْبة كالعَظاءةِ تَلْزَق بالأرض، شبيهة بالوزغ، إلا أنها بيضاء منقّطَة بحُمْرةٍ. النهاية واللسان (وحر).
(٥) أخرجه البخاري ١/ ٩٢ (٤٢٣)، ٦/ ٩٩ - ١٠٠ (٤٧٤٥، ٤٧٤٦)، ٧/ ٤٢ (٥٢٥٩)، ٧/ ٥٣ - ٥٤ (٥٣٠٨)، ٩/ ٩٨ (٧٣٠٤)، ومسلم ٢/ ١١٢٩ - ١١٣٠ (١٤٩٢)، وأحمد ٣٧/ ٤٨٥ - ٤٨٦ (٢٢٨٣٠) واللفظ له، وابن جرير ١٧/ ١٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>