للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شهود، وإلا فحَدٌّ في ظهرك». فقال: يا رسول الله، إنّ الله ليعلم أنِّي لصادق، ولَيُنزِلَنَّ الله ما يُبَرِّئ به ظهري مِن الجلد. فأنزل الله آية اللعان: {والذين يرمون أزواجهم} إلى آخر الآية. فدعاه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «اشهد بالله أنّك لَمِن الصادقين فيما رميتها به مِن الزِّنا». فشهد بذلك أربعَ شهادات بالله، ثم قال له في الخامسة: «ولعنة الله عليك إن كنت مِن الكاذبين فيما رميتها به مِن الزنا». ففعل، ثم دعاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «قُومي، فاشهدي بالله أنّه لمن الكاذبين فيما رماك به مِن الزنا». فشهدت بذلك أربع شهادات، ثم قال لها في الخامسة: «وغضب الله عليك إن كان من الصادقين فيما رماك به مِن الزنا». فقالت، فلما كان في الرابعة أو الخامسة سكتت سكتة حتى ظنوا أنها ستعترف، ثم قالت: لا أفضح قومي سائرَ اليوم. فمَضَت على القول، ففَرَّق رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بينهما، وقال: «انظروا؛ فإن جاءت به جَعْدًا، حَمْشَ الساقين (١)؛ فهو لشريك بن سَحْماء، وإن جاءت به أبيض، سبطًا، قَضِيء العينين (٢)؛ فهو لهلال بن أمية». فجاءت به آدم، جعدًا، حمش الساقين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لولا ما نزل فيهما من كتاب الله لكان لي ولها شأن» (٣). (١٠/ ٦٥٨)

٥٢٤٨١ - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: أنّ رجلًا مِن الأنصار مِن بني زريق قذف امرأتَه، فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فرَدَّد ذلك عليه أربع مرات، فأنزل الله آيةَ الملاعنة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أين السائل؟ قد نزل مِن الله أمر عظيم». فأبى الرجلُ إلا أن يلاعنها، وأبت إلا أن تَدْرَأَ عن نفسها العذاب، فتلاعنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إمّا تجيء به أُصَيْفِر، أحْمَش، مفتول العظام؛ فهو للمُلاعِن، وإما تجيء به أسود، كالجمل الأوَرْق (٤)؛ فهو لغيره». فجاءت به أسود كالجمل الأورق، فدعا به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فجعله لعَصَبَة أمه، وقال: «لولا الأيمان التي مَضَتْ لكان فيه كذا وكذا» (٥). (١٠/ ٦٥٩)


(١) حَمْش الساقين: دقيقهما. النهاية (حمش).
(٢) قَضِيء العينين: فاسد العينين. النهاية (قضأ).
(٣) أخرجه أبو يعلى في مسنده ٥/ ٢٠٧ - ٢٠٨ (٢٨٢٤).
وأصل الحديث عند مسلم ٢/ ١١٣٤ (١٤٩٦).
(٤) الأورق: الأسمر. النهاية (ورق).
(٥) أخرجه النسائي في الكبرى ٦/ ١١٨ (٦٣٢٨)، والدارقطني ٣/ ٢٧٥، بلفظ: «إمّا هي تجيء به أُصَيْفر، أخينس، منشول العظام [الخَنس -محركة-: تأخر الأنف عن الوجه. القاموس المحيط (خنس). والمنشول: قليل اللحم. جمهرة اللغة]؛ فهو للملاعن»، من طريق أحمد بن إبراهيم بن محمد القرشي، قال: حدثنا ابن عائذ، قال: حدثنا الهيثم بن حميد، قال: أخبرني ثور بن يزيد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده.
إسناده حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>