للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عذرها، فرجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معه أبو بكر، فدخل، فقال: «يا عائشة، إنّ الله قد أنزل عُذرَكِ». فقالت: بحمد الله لا بحمدك. فقال لها أبو بكر: أتقولين هذا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟! قالت: نعم. قالت: وكان في مَن حَدَّث الحديث رجلٌ كان يَعُولُه أبو بكر، فحلف أبو بكر: أن لا يَصِلَه. فأنزل الله: {ولا يأتل اولوا الفضل منكم والسعة} إلى آخر الآية. قال أبو بكر: بلى. فوصله (١). (١٠/ ٦٤٧)

٥٢٥٢٦ - عن أبي هريرة، قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد سفرًا أقْرَعَ بين نسائه، فأصاب عائشةَ القرعةُ في غزوة بني المُصْطَلِق، فلمّا كان في جوف الليل انطلقت عائشةُ لحاجتها، فانْحَلَّت قِلادتها، فذهبتُ في طلبها، وكان مِسْطَحُ يتيمًا لأبي بكر وفي عياله، فلمّا رجعت عائشة لم تَرَ العسكر، وكان صفوان بن المُعَطِّل السُّلَمِي يَتَخَلَّف عن الناس، فيصيب القدح والجراب والإداوَة فيحمله، فنظر فإذا عائشةُ، فغطّى وجهَه عنها، ثم أدنى بعيره منها، فانتهى إلى العسكر، فقالوا قولًا، وقالوا فيه، قال ... ثم ذكر الحديث حتى انتهى: وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يجيء، فيقوم على الباب، فيقول: «كيف تِيكم؟». حتى جاء يومًا، فقال: «أبْشِري، يا عائشة، قد أنزل اللهُ عُذْرَكِ». فقالت: بحمد اللهِ، لا بحمدكَ. وأنزل في ذلك عشر آيات: {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم}، فحَدَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مِسْطَحًا، وحَمْنَة، وحسّان (٢). (١٠/ ٦٧٥)

٥٢٥٢٧ - عن عبد الله بن عباس: أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سافر جاء ببعض نسائه، وسافر بعائشة، وكان لها هَوْدَج، وكان الهَوْدَج له رجالٌ يحملونه ويضعونه، فعَرَّسَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابُه، وخرجت عائشةُ للحاجة، فباعَدَتْ، فلم يعلم بها، فاستيقظ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، والناسُ قد ارتحلوا، وجاء الذين يحملون الهودجَ، فحملوه، لا يعلموا إلا أنها فيه، فساروا، وأقبلت عائشةُ، فوجدت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - والناسَ قد ارتحلوا، فجلست مكانها، فاستيقظ رجلٌ مِن الأنصار يُقال له: صفوان بن مُعَطِّل، وكان لا يقرب النساء، فتقرَّب منها ومعه بعيرٌ له، فلمّا رآها -وكان قد عرفها وهي صغيرة- قال: أُمُّ المؤمنين! ولَوى وجهَه، وحملها، ثم أخذ بخِطام الجمل، وأقبل


(١) أخرجه البخاري ٤/ ١٥٠ (٣٣٨٨)، ٥/ ١٢٠ - ١٢١ (٤١٤٣)، ٦/ ٧٦ - ٧٧ (٤٦٩١)، ٦/ ١٠٥ (٤٧٥١)، وأحمد ٤٤/ ٦٢٩ - ٦٣١ (٢٧٠٧١) بتمامه.
(٢) أخرجه البزار (٢٦٦٣ - كشف). وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٩/ ٢٤٠: «رواه البزار، وفيه محمد بن عمرو، وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات».

<<  <  ج: ص:  >  >>