للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٥٣٤ - قال الكسائي في قوله: {بِما فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ}: بما بيّنه الله لكم من العلم بصفة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، ونعته (١). (ز)

٢٥٣٥ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يدخلن علينا قَصَبةَ المدينة (٢) إلا مؤمن». فقال رؤساء اليهود: اذهبوا فقولوا: آمنا، واكفروا إذا رجعتم إلينا. فكانوا يأتون المدينة بالبُكَر، ويرجعون إليهم بعد العصر، وهو قوله: {وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار وأكفروا آخره} [آل عمران: ٧٢]. وكانوا يقولون إذا دخلوا المدينة: نحن مسلمون. ليعلموا خبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمره، فكان المؤمنون يظنون أنهم مؤمنون، فيقولون لهم: أليس قد قال لكم في التوراة كذا وكذا؟ فيقولون: بلى. فإذا رجعوا إلى قومهم قالوا: {أتُحَدِّثُونَهُمْ بِما فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ} الآية (٣) [٣٢٤]. (١/ ٤٢٩)


[٣٢٤] نقل ابنُ جرير (١/ ١٤٩) اختلاف المفسرين في تأويل قوله تعالى: {بما فتح الله عليكم}، ثم قال: «وأصل الفتح في كلام العرب: النصر والقضاء والحكم، يُقال منه: اللهم افتح بيني وبين فلان، أي: احكم بيني وبينه، ويقال للقاضي: الفتاح».
ثُمَّ رجَّح (١/ ١٥٠ - ١٥١) مستندًا إلى السياق قولَ ابن عباس من طريق ابن إسحاق، وقول أبي العالية، وقتادة الذي أفاد أن المعنى: أتحدثونهم بما فتح الله عليكم من بعث محمد إلى خلقه، ثم بين مستند ترجيحه، فقال: «لأنّ الله إنما قص في أول هذه الآية الخبر عن قولهم لرسول الله ولأصحابه: آمنا بما جاء به محمد. فالذي هو أولى بآخرها أن يكون نظيرَ الخبر عما ابتدئ به أولها، وإذا كان ذلك كذلك فالواجب أن يكون تلاومهم كان فيما بينهم فيما كانوا أظهروه لرسول الله ولأصحابه من قولهم: آمنا بمحمد وبما جاء به. فكان تلاومهم فيما بينهم إذا خلوا على ما كانوا يخبرونهم بما هو حجة للمسلمين عليهم عند ربهم، وذلك أنهم كانوا يخبرونهم عن وجود نعت محمد في كتبهم، ويكفرون به، وكان فتح الله الذي فتحه للمسلمين على اليهود وحكمه عليهم لهم في كتابهم أن يؤمنوا بمحمد إذا بُعِثَ، فلما بُعِثَ كفروا به مع علمهم بنبوته».وذكر ابنُ عطية (١/ ٢٦١) أنّ قوله: {عند ربكم} معناه: في الآخرة، ثم نقل قولين آخرين، فقال: «وقيل: {عند} بمعنى: في ربكم، أي: فيكونون أحق به. وقيل: المعنى: عند ذكر ربكم».

<<  <  ج: ص:  >  >>