للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سرابًا، فحسبه ماءً، فطلبه، فظنَّ أنه قدر عليه حتى أتاه، فلمّا أتاه لم يجده شيئًا، وقُبِض عند ذلك. يقول: الكافر كذلك السراب؛ يحسب أنّ عمله يُغني عنه أو نافعُه شيئًا، ولا يكون على شيء حتى يأتيه الموت، فإذا أتاه الموتُ لم يجد عمله أغنى عنه شيئًا، ولم ينفعه إلا كما نُفِع العطشان المشتد إلى السراب ... (١). (١١/ ٨٨)

٥٣٦٨٧ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح - في قوله: {حتى اذا جاءه لم يجده شيئا}: وإتيانه إيّاه: موته وفراقه الدنيا، {ووجد الله عنده} ووجد الله عند فراقه الدنيا، {فوفاه حسابه} (٢). (١١/ ٨٩)

٥٣٦٨٨ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- {سريع الحساب}: أحصاه (٣). (ز)

٥٣٦٨٩ - عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق ابن سنان- {كسراب بقيعة}، قال: مثل الكافر {كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء}، العطشان المشتد عطشًا رأى سرابًا، فحسبه ماء، فلما أتاه لم يجده شيئًا، {ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب} (٤). (ز)

٥٣٦٩٠ - عن قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله: {يحسبه الظمآن ماء}: هو مَثَل ضربه الله لعمل الكافر، يقول: يحسب أنّه في شيء كما يحسب هذا السراب ماء، {حتى إذا جاءه لم يجده شيئا}، وكذلك الكافر إذا مات لم يجد عمله شيئًا، {ووجد الله عنده فوفاه حسابه} (٥). (ز)

٥٣٦٩١ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط-: أنّ الكُفّار يُبعَثون قد انقطعت أعناقهم من العطش، فيُرفع لهم سرابٌ بقيعة من الأرض، فإذا نظروا إليه حسبوه ماءً، فيذهبون إليه ليشربوا منه، فلا يجدون شيئًا، والسراب مثلُ أعمال الكفار؛ كما ذهب ذلك السراب فلم يقدروا على أن يُصِيبوا منه شيئًا كذلك اضْمَحَلَّت أعمالُهم


(١) أخرجه ابن جرير ١٧/ ٣٢٨، ٣٣٠، وابن أبي حاتم ٨/ ٢٦١١ - ٢٦١٢.
(٢) أخرجه ابن جرير ١٧/ ٣٢٨، وابن أبي حاتم ٨/ ٢٦١١ - ٢٦١٢. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٦١٣.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٦١٢.
(٥) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ٦١، وابن جرير ١٧/ ٣٢٨، وأخرجه يحيى بن سلّام ١/ ٤٥٣ مختصرًا من طريق سعيد، وابن أبي حاتم ٨/ ٢٦١٢ من طريق سعيد بلفظ: هذا مثل ضربه الله لعمل الكافر يرى أنّ له خيرًا، وأنّه قام على خير، حتى إذا كان يوم القيامة لم يجد خيرًا قدَّمه، ولا سلفًا سلفه، ووجد الله عنده فوفاه حسابه.

<<  <  ج: ص:  >  >>