للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فلم يُصيبوا منها خيرًا، ويؤخذون، ثم يُحاسَبون (١). (ز)

٥٣٦٩٢ - عن الربيع بن أنس -من طريق سليمان بن عامر- في قوله: {حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا ووجد الله عنده فوفاه حسابه}: وأنّه لَمّا رأى السراب فحسبه ماءً فانتهى إليه، وأهلكه العطش فلم يُصِب ماءً، وانقطعت نفسُه، ففارق الدنيا، فوفاه الله حسابه، فلم يجد عند الله من الخيرات شيئًا (٢). (ز)

٥٣٦٩٣ - قال مقاتل بن سليمان: {يحسبه الظمان} يعني: العطشان {ماء} فيطلبه، ويظن أنّه قادر عليه، {حتى إذا جاءه} يعني: أتاه {لم يجده شيئا} فهكذا الكافر إذا انتهى إلى عملِه يوم القيامة وجده لم يُغْنِ عنه شيئًا؛ لأنّه عَمِلَهُ في غير إيمان، كما لم يجد العطشان السراب شيئًا حتى انتهى إليه، فمات مِن العطش، فهكذا الكافرُ يهلك يوم القيامة كما هلك العطشان حين انتهى إلى السراب، يقول: {ووجد الله} جل جلاله بالمرصاد {عنده} عمله، {فوفاه حسابه} يقول: فجازاه بعمله، لم يظلمه، {والله سريع الحساب} يُخَوِّفه بالحساب كأنّه قد كان (٣). (ز)

٥٣٦٩٤ - قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {والذين كفروا} إلى قوله: {ووجد الله عنده}، قال: هذا مَثَل ضربه الله للذين كفروا؛ {أعمالهم كسراب بقيعة} قد رأى السراب، ووثِق بنفسه أنّه ماء، فلما جاءه لم يجده شيئًا. قال: وهؤلاء ظنُّوا أن أعمالهم صالحة، وأنهم سيرجعون منها إلى خير، فلم يرجعوا منها إلا كما رجع صاحب السراب، فهذا مَثَلٌ ضربه الله -جلَّ ثناؤه، وتَقَدَّسَتْ أسماؤه- (٤). (ز)

٥٣٦٩٥ - قال يحيى بن سلّام: {يحسبه الظمان} العطشان {ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا}، كقوله: {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمّا كَسَبُوا عَلى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ البَعِيدُ} [إبراهيم: ١٨]، والعطشان مثل الكافر، والسراب مثل عمله، يحسب أنه يُغنِي عنه شيئًا حتى يأتيه الموت، فإذا جاءه الموتُ لم يجد عملَه أغنى عنه شيئًا إلا كما ينفع السراب العطشان ... ، {ووجد الله عنده فوفاه حسابه} ثواب عمله (٥). (ز)


(١) أخرجه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٦١٢ - ٢٦١٣.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٦١٣.
(٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٢٠١.
(٤) أخرجه ابن جرير ١٧/ ٣٢٩، وابن أبي حاتم ٨/ ٢٦١٢ مختصرًا.
(٥) تفسير يحيى بن سلّام ١/ ٤٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>