٢٦٥٤ - عن أبي رَزَيْن [مسعود بن مالك الأسدى]-من طريق الأعمش- {وأحاطت به خطيئته}، قال: مات بذنبه (٢). (ز)
٢٦٥٥ - عن أبي العالية -من طريق الربيع- في قوله:{بلى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته}، قال: الكبيرة الموجبة (٣). (ز)
٢٦٥٦ - وعن الضحاك بن مزاحم، مثله (٤). (ز)
٢٦٥٧ - عن مجاهد بن جبر، في قوله:{وأحاطت به خطيئته}، قال: الذنوب تحيط بالقلب، فكلما عمل ذنبًا ارتفعت حتى تغشى القلب، حتى يكون هكذا. وقبض كفه، ثم قال: هو الرّان. قال: والخطيئة: كل ذنب وعد الله عليه النار (٥). [٣٣٨](١/ ٤٥٢)
[٣٣٨] علَّق ابنُ تيمية (١/ ٢٦٠) على قول مجاهد بقوله: «وهذا المعنى صحيح، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أذنب العبد نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإن تاب ونزع واستغفر صُقِل قلبه، وإن زاد زيد فيها حتى يعلو قلبه، فذلك الران الذي قال الله تعالى: {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}». فهذا يراد به ما أصر عليه من الذنوب فلم يتب منها». وزادَ ذلك بيانًا (١/ ٢٦١) بذكرِ نظائره، فقال: «قال أبو علي الفارسي: إما أن يكون المعنى: أحاطت بحسنته خطيئته، أي: أحبطتها، من حيث إن المحيط أكثر من المحاط به، فيكون كقوله: {وإن جهنم لمحيطة بالكافرين} [التوبة: ٤٩]، وقوله: {أحاط بهم سرادقها} [الكهف: ٢٩]، أو يكون معنى {وأحاطت به} أي: أهلكته، كقوله: {إلا أن يحاط بكم} [يوسف: ٦٦]. قلت: كلا المعنيين قد ذكرهما السلف، فالأول قول مجاهد، والثاني قول ابن السائب، وهما متلازمان. ولفظ» أحاط به «يدل على أنه مقهور مغلوب مع المحيط به، لكن هلاكه يعرف من خصوص المادة، فلما كان الذي يحيط به الذنوب فتغلب عليه أن يموت هالكًا، قيل المعنى: أوبقته ذنوبه». وقال أيضًا (١/ ٢٦٢): «فعلى تفسير مجاهد وابن السائب وغيرهما: السيئة يدخل فيها الشرك وغيره، لكن إحاطة الخطيئة أن تغلب السيئات الحسنات ويموت عليها، وعلى هذا القول فالخلود مجمل: خلود أهل الشرك نوع، وخلود أهل القبلة نوع، كما قد فسرت النصوص النبوية هذا وهذا».