للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رزقه الله هذا المملوك؛ كيف لم يحسن إليه ويصبر؟! ويلٌ لهذا المملوك الذي ابتلاه الله، فجعله لهذا المالك؛ كيف لم يصبر ويحسن؟! ويل لهذا الغني إذ رزقه الله ما لم يرزق هذا الفقير؛ كيف لم يحسن ويصبر؟! ويل لهذا الفقير الذي ابتلاه بالفقر ولم يعطه ما أعطى هذا الغنيَّ؛ كيف لم يصبر؟! (١). (ز)

٥٤٥٥٠ - عن قتادة بن دعامة، {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة}، قال: بلاء (٢). (١١/ ١٥٠)

٥٤٥٥١ - عن عمرو بن قيس -من طريق الحكم بن بشير- في قوله: {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة}: أن يحسن المليك إلى مملوكه (٣). (ز)

٥٤٥٥٢ - عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجّاج- في قوله: {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة}، قال: يُمْسِك على هذا، ويُوَسِّع على هذا؛ فيقول: لم يعطني ربي ما أعطى فلانًا. ويبتلي بالوجع، فيقول: لم يجعلني ربي صحيحًا مثل فلان. في أشباه ذلك من البلاء؛ ليعلم مَن يصبر مِمَّن يجزع (٤). (١١/ ١٥٠)

٥٤٥٥٣ - قال مقاتل بن سليمان: {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة} ابتلينا بعضًا ببعض، وذلك حين أسلم أبو ذرٍّ الغِفاري، وعبد الله بن مسعود، وعمّار بن ياسر، وصهيب، وبلال، وخبّاب بن الأرتِّ، وجبر مولى عامر بن الحضرمي، وسالم مولى أبي حذيفة، والنمر بن قاسط، وعامر بن فُهيرة، ومِهْجَع بن عبد الله، ونحوهم من الفقراء، فقال أبو جهل، وأمية، والوليد، وعقبة، وسهيل، والمستهزءون من قريش: انظروا إلى هؤلاء الذين اتَّبعوا محمدًا - صلى الله عليه وسلم - من موالينا وأعواننا رذالة كل قبيلة! فازْدَرَوْهم، فقال الله -تبارك وتعالى- لهؤلاء الفقراء من العرب والموالي: {أتصبرون} على الأذى والاستهزاء؟ {وكان ربك بصيرا} أن تصبروا. فصبروا، ولم يجزعوا؛ فأنزل الله - عز وجل - فيهم: {إني جزيتهم اليوم بما صبروا} على الأذى والاستهزاء مِن كفار قريش {أنهم هم الفائزون} [المؤمنون: ١١١] يعني: الناجين مِن العذاب (٥). (ز)

٥٤٥٥٤ - قال يحيى بن سلَّام: وبعضهم يقول: {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة}


(١) أخرجه يحيى بن سلام ١/ ٤٧٤، وفي آخره: وبقية الحديث على هذا النحو.
(٢) عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم، وعبد بن حميد، وابن المنذر.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم ٨/ ٥٢٧٥.
(٤) أخرجه ابن جرير ١٧/ ٤٢٥. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(٥) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٢٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>