للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الآخرة، وتأتون أنتم تحملون الدنيا، وإنّكم ترِدون على الحوض ذات الشمال وذات اليمين، فيقول القائل منكم: يا رسول الله، أنا فلان بن فلان. فأعرف الحسب، وأُنكِر الوصف، فإيّاكم أن يأتي أحدكم يوم القيامة وهو يحمل على ظهره فرسًا ذات حَمْحَمَة (١)، أو بعيرًا له رغاء، أو شاة لها ثُغاء، أو يحمل قَشْعًا مِن أدَمٍ (٢)، فيختلجون مِن دوني، ويُقال لي: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك. فأطيبوا نفسي، وإياكم أن ترجعوا القَهْقَرى مِن بعدي». قال عكرمة: إنّما قال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا القول حيث أنزل الله عليه: {وأنذر عشيرتك الأقربين} (٣). (١١/ ٣٠٨)

٥٦٦٤٦ - عن الحسن البصري -من طريق عمرو بن عبيد- قال: لَمّا نزلت هذه الآية على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {وأنذر عشيرتك الأقربين}؛ قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالأَبْطَح، ثم قال: «يا بني عبد المطلب، يا بني عبد مناف، يا بني قصي -قال: ثم فخَّذ قريشًا قبيلة قبيلة، حتى مرَّ على آخرهم-، إنِّي أدعوكم إلى الله، وأُنذركم عذابَه» (٤). (ز)

٥٦٦٤٧ - عن الحسن البصري -من طريق أبي الأشهب- في قوله: {فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون}، قال: إنّ هذه الآية لَمّا نزلت دعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عشيرته بطنًا بطنًا، حتى انتهى إلى بني عبد المطلب، فقال: «يا بني عبد المطلب، إنِّي رسول الله إليكم، لي عملي ولكم أعمالكم، إنِّي لا أملك لكم مِن الله شيئًا، إنما أوليائي منكم المتقون، ألا لا أعرِفَنَّكم تأتونني تحملون الدنيا على رِقابكم، ويأتيني الناس يحملون الآخرة» (٥). (ز)

٥٦٦٤٨ - عن قتادة -من طريق معمر- {وأنذر عشيرتك الأقربين}، قال: ذُكِر لنا: أنّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - نادى على الصفا بأفخاذ عشيرته فخذًا فخذًا، يدعوهم إلى الله، فقال في ذلك المشركون: لقد بات هذا الرجلُ يُهَوِّتُ (٦) منذ الليلة. قال: وقال الحسن: جمع نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم - أهلَ بيته قبل موته، فقال: «ألا إنّ لي عملي ولكم عملكم، ألا إنِّي لا أُغني عنكم مِن الله شيئًا، ألا إنّ أوليائي منكم المتقون، ألا لا أعرفِنَّكم يوم القيامة تأتون بالدنيا تحملونها على رقابكم، ويأتي الناس يحملون الآخرة، يا صفية بنت عبد المطلب،


(١) الحَمْحَمَة: صوت الفرس دون الصَّهيل. النهاية (حمحم).
(٢) قَشَعًا من أدَمٍ: جِلدًا يابِسًا. النهاية (قشع).
(٣) عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد مرسلًا.
(٤) أخرجه ابن جرير في تاريخه ٢/ ٣٢٢، وفي تفسيره ١٧/ ٦٦٣ مرسلًا.
(٥) أخرجه يحيى بن سلّام ٢/ ٥٢٨ مرسلًا.
(٦) يُهَوِّت: ينادي عشيرته. النهاية (هوت).

<<  <  ج: ص:  >  >>