للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٧٥٣٣ - عن عبد الله بن شدّاد بن الهاد -من طريق حصين- قال: كان سليمان - عليه السلام - إذا أراد أن يسير وضع كرسيه، فيأتي مَن أراد مِن الجن والإنس، ثم يأمر الريح فتحملهم، ثم يأمر الطير فتظلهم، فبينا هو يسير إذ عطشوا، فقال: ما ترون بعد الماء؟ قالوا: لا ندري. فتفقد الهدهد، وكان له منه منزلة ليس بها طير غيره، فقال: {ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين لأعذبنه عذابا شديدا}. وكان عذابُه إذا عَذَّب الطير ينتفه، ثم يلقيه في الشمس، {أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين}. يعني: بعذر بَيِّن. فلما جاء الهدهد استقبلته الطير، فقالت له: قد أوعدك سليمان. فقال لهم الهدهد: هل استثنى؟ فقالوا له: نعم؛ قد قال: إلا أن يجيء بعذر بَيِّن. فجاء بخبر صاحبة سبأ، فكتب معه إليها: {بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي وائتوني مسلمين}. فأقبلت بلقيس، فلما كانت على قدر فرسخ قال سليمان: {أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين}؟ قال عفريت من الجن: {أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك}. فقال سليمان: أريد أعجل مِن ذلك. فقال الذي عنده علم من الكتاب: {أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك}. فأتى بالعرش في نفق في الأرض، يعني: سَرَب في الأرض، قال سليمان: غيِّروه. فلما جاءت قيل: {أهكذا عرشك}؟ فاستنكرت السرعة، ورأت العرش، قالت: {كأنه هو}. قيل لها: {ادخلي الصرح}. فلما رأته حسبته لجة ماء، {وكشفت عن ساقيها}، فإذا هي امرأة شعراء، فقال سليمان: ما يُذهِب هذا؟ فقال بعضُ الجن: أنا أذهب به. فصنعت له النورة، وكان أول ما صنعت النورة، وكان اسمها: بلقيس (١). (١١/ ٣٨٣)


(١) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ١١/ ٥٣٦ - ٥٣٨، وابن أبي حاتم ٩/ ٢٨٦٠، ٢٨٦٢، ٢٨٦٣، ٢٨٨٧، ٢٨٩٣. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وسعيد بن منصور، وابن جرير.

<<  <  ج: ص:  >  >>