للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يعمل بها. فأَكْفَرَه جهال الناس، وسَبُّوه، ووقف علماؤهم، فلم يزل جهالهم يسبونه، حتى أنزل الله على محمد: {واتبعوا ما تتلو الشياطين} الآية (١). (١/ ٤٩٩)

٣٠٩٠ - عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبير- قال: كان الذي أصاب سليمان بن داود في سبب أناس من أهل امرأة يقال لها: جرادة، وكانت من أكرم نسائه عليه، قال: فكان هوى سليمان أن يكون الحق لأهل الجرادة فيقضي لهم، فعوقب حين لم يكن هواه فيهم واحدًا. قال: وكان سليمان إذا أراد أن يدخل الخلاء، أو يأتي شيئًا من شأنه؛ أعطى الجَرادة -وهي امرأته- خاتمه، فلما أراد الله أن يبتلي سليمان بالذي ابتلاه به أعطى الجرادة ذات يوم خاتمه، فجاء الشيطان في صورة سليمان، فقال لها: هاتي خاتمي. فأخذه، فلبسه، فلما لبسه دانت له الشياطين والجن والإنس، فجاءها سليمان، فقال: هاتي خاتمي. فقالت: كذبتَ، لستَ سليمان. فعرف أنه بلاء ابْتُلِي به، فانطلقت الشياطين، فكَتَبَتْ في تلك الأيام كتبًا فيها سحر وكفر، ثم دفنوها تحت كرسي سليمان، ثم أخرجوها، فقرؤوها على الناس، وقالوا: إنما كان سليمان يغلب الناس بهذه الكتب. فبَرِئ الناسُ من سليمان، وأَكْفَرُوه، حتى بعث الله محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، وأنزل عليه: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان} يعني: الذي كتب الشياطين من السحر والكفر، {وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا}. فأنزل الله عذره (٢). (١/ ٥٠٠)

٣٠٩١ - عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- قال: لَمّا ذهب ملك سليمان ارْتَدَّ فِئامٌ من الجن والإنس، واتَّبَعُوا الشهوات، فلَمّا رجع إلى سليمان ملكه، وقام الناس على الدين؛ ظهر على كتبهم، فدفنها تحت كرسيه، وتوفي حِدْثان ذلك، فظهر الإنس والجن على الكتب بعد وفاة سليمان، وقالوا: هذا كتاب من الله نَزَل على سليمان، أخفاه منا. فأخذوه، فجعلوه دينًا، فأنزل الله: {واتبعوا ما تتلو الشياطين} (٣). (١/ ٥٠٠)

٣٠٩٢ - عن أبي العالية -من طريق الربيع بن أنس- قال: إنّ اليهود سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - زمانًا عن أمور من التوراة، لا يسألونه عن شيء من ذلك إلا أنزل الله عليه ما سألوا


(١) أخرجه النسائي في الكبرى (ت: شعيب الأرناؤوط) ١٠/ ١٢ (١٠٩٢٧)، وابن أبي حاتم ١/ ١٨٤.
(٢) أخرجه ابن جرير ٢/ ٣٢٤.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم ١/ ١٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>