للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عنه، فيَخْصِمهم، فلما رَأَوْا ذلك قالوا: هذا أعلم بما أُنزِل علينا مِنّا. وإنّهم سألوه عن السحر، وخاصموه به، فأنزل الله: {واتبعوا ما تتلو الشياطين} الآية، وإنّ الشياطين عَمَدُوا إلى كتاب، فكتبوا فيه السحر والكهانة وما شاء الله من ذلك، فدفنوه تحت مجلس سليمان، وكان سليمان لا يعلم الغيب، فلما فارق سليمان الدنيا استخرجوا ذلك السحر، وخدعوا به الناس، وقالوا: هذا علم كان سليمان يكتمه، ويحسد الناس عليه. فأخبرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا الحديث، فرجعوا من عنده وقد خَزُوا، وأدحض الله حجتهم (١). (١/ ٥٠١)

٣٠٩٣ - عن سعيد بن جبير -من طريق جعفر بن أبي المغيرة- قال: كان سليمان يَتَتَبَّع ما في أيدي الشياطين من السحر، فيأخذه، فيدفنه تحت كرسيه في بيت خزائنه، فلم تقدر الشياطين أن يصلوا إليه، فدَنَت إلى الإنس، فقالوا لهم: أتريدون العِلْمَ الذي كان سليمان يُسخِّر به الشياطين والرياح وغير ذلك؟ قالوا: نعم. قالوا: فإنه في بيت خزائنه، وتحت كرسيه. فاستثارته الإنس، فاستخرجوه، فعملوا به، فقال أهل الحِجا: كان سليمان يعمل بهذا، وهذا سحر. فأنزل الله -جل ثناؤه- على لسان نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - براءة سليمان، فقال: {واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان} الآية، فأبرأ اللهُ سليمانَ على لسان نبيه? (٢). (ز)

٣٠٩٤ - عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق عمران بن حُدَيْر- في هذه الآية: {واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان}، قال: لَمّا تُوُفِّي سليمان وقع في الناس أوصابٌ، فقال الناس: لو كان سليمان حيًّا كان عنده من هذا فَرَج. قال: فظهرت لهم الشياطين، فقالوا: نحن نَدُلُّكم على ما كان يعمل سليمان. قال: فكتبوا كتبًا، فجعلوها في بيوت الدواب، فأمرهم أن يحفروا في بيوت الدواب، واستخرجوا الكتب التي كتب الشياطين من السِّحْر والسَّجْع، فقالوا: هذا ما كان سليمان يعمل. فأنزل الله - عز وجل - هذه الآية: {وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر}، قال: لم يكن من عمل سليمان، ولكن من عمل الشيطان (٣). (ز)

٣٠٩٥ - عن أبي مِجْلَز [لاحق بن حميد]-من طريق عمران بن حُدَيْر- قال: أخذ سليمان من كل دابة عهدًا، فإذا أصيب رجل، فسأل بذلك العهد؛ خُلِّي عنه، فزاد


(١) أخرجه ابن أبي حاتم ١/ ١٨٦ (٩٨٥) مرسلًا.
(٢) أخرجه ابن جرير ٢/ ٣٢٣.
(٣) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٢٢/ ٢٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>